محتويات المقال
قصائد البحتري في الوصف
البحتري يُعتبر من أبرز شعراء العصر العباسي، حيث تميزت قصائده بتصوير الخيال والفناء والجلال. تناول في شعره موضوعات الطبيعة والعمران، وجمع بين أسلوب الحضارة والبداوة. يتميز شعره بالمدح، وتصوير الأخلاق، والإبداع في الوصف. في هذا المقال، سنستعرض معًا بعض روائع قصائد البحتري في الوصف ، فتابعونا.
- يقول البحتوي :
سَلامٌ عَلَيْكُمْ، لا وَفَاءٌ وَلاَ عَهْدُ،
أما لَكُمُ من هَجرِ أحبابكُمْ بُدُّ
أأحبَابَنا قَدْ أنجَزَ البَينُ وَعْدَهُ
وَشيكاً، وَلمْ يُنْجَزْ لنَا منكُمُ وَعْدُ
أأطلالَ دارِ العَامرِيّةِ باللّوَى،
سَقَتْ رَبعَكِ الأنوَاءُ، ما فعلَتْ هندُ؟
أدَارَ اللّوَى بَينَ الصريمَةِ والحمَى،
أمَا للهّوَى، إلاّ رَسيسُ الجَوَى قَصْدُ
بنَفْسِيَ مَنْ عَذّبْتُ نَفسِي بحُبّهِ،
وإنْ لمْ يكُنْ منهُ وِصَالٌ، وَلاَ وِدّ
ذَرِينيَ من ضَرْبِ القِداحِ على السُّرَى،
فعَزْميَ لا يَثنيهِ نَحسٌ، ولا سَعدُ
سأحملُ نَفْسِي عندَ كلّ مُلمّةٍ
على مثلِ حدّ السّيفِ أخلَصَهُ الهندُ
ليَعْلَمَ مَنْ هَابَ السُّرى خَشيةَ الرّدى
بأنّ قَضَاءَ الله لَيسَ لَهُ رَدّ
فإنْ عشتُ مَحموداً فمثلي بغَى الغنى
ليَكسِبَ مالاً، أو يُنَثَّ لَهُ حَمْدُ
وإنْ مُتُّ لمْ أظفَرْ، فلَيسَ على امرِىءٍ
غَدا طالباً، إلاّ تَقَصّيهِ، والجُهْدُ المصدر
- فقد قال في وصف بركة قصر الجعفري الذي قام في بناه المتوكل بالله، حيث تُعد هذه القصيده من أجمل القصائد في الوصف، قائلاً:
يا مَنْ رَأى البِرْكَةَ الحَسْنَاءَ رُؤيَتُها
والآنِسَاتِ، إذا لاحَتْ مَغَانِيها
بحَسْبِهَا أنّها، في فَضْلِ رُتْبَتِها،
تُعَدُّ وَاحِدَةً والبَحْرُ ثَانِيها
ما بَالُ دِجْلَةَ كالغَيْرَى تُنَافِسُها
في الحُسْنِ طَوْراً وأطْوَاراً
تُباهِيهَا أمَا رَأتْ كالىءَ
الإسلامِ يَكْلأُهَا مِنْ أنْ تُعَابَ
وَبَاني المَجدِ يَبْنيهَا كَأنّ جِنّ
سُلَيْمَانَ الذينَ وَلُوا إبْداعَهَا
فأدَقّوا في مَعَانِيهَا فَلَوْ تَمُرُّ
بهَا بَلْقِيسُ عَنْ عَرَضٍ
قالَتْ هيَ الصّرْحُ تَمثيلاً
وَتَشبيهَا تَنْحَطُّ فيها وُفُودُ
المَاءِ مُعْجِلَةً، كالخَيلِ خَارِجَةً
من حَبْلِ مُجرِيهَا
- وأيضاً قال في إيوان كسرى:
صُنْتُ نَفْسِي عَمّا يُدَنّس نفسي
وَتَرَفّعتُ عن جَدا كلّ جِبْسِ
وَتَماسَكْتُ حَينُ زَعزَعني الدّهْـ ـرُ
التماساً منهُ لتَعسِي، وَنُكسي
بُلَغٌ منْ صُبابَةِ العَيشِ عندِي،
طَفّفَتْها الأيّامُ تَطفيفَ بَخْسِ
وَبَعيدٌ مَا بَينَ وَارِدِ رِفْهٍ، عَلَلٍ شُرْبُهُ،
وَوَارِدِ خِمْسِ وَكَأنّ الزّمَانَ أصْبَحَ
مَحْمُو لاً هَوَاهُ معَ الأخَسّ
الأخَسّ وَاشترَائي العرَاقَ خِطّةَ غَبْنٍ
بَعدَ بَيعي الشّآمَ بَيعةَ وَكْسِ
لا تَرُزْني مُزَاوِلاً لاخْتبَارِي، بعد
هذي البَلوَى، فتُنكرَ مَسّي وَقَديماً
عَهدْتَني ذا هَنَاتٍ، آبياتٍ،
على الدّنياتِ، شُمْسِ وَلَقَدْ رَابَني
نُبُوُّ ابنِ عَمّي، بَعد لينٍ من جانبَيهِ،
وأُنْسِ وإذا ما جُفيتُ كنتُ جديَرّاً
أنْ أُرَى غيرَ مُصْبحٍ حَيثُ أُمسِي
وَكأنّ القِيَانَ، وَسْطَ المَقَا صِي رِ،
يُرَجّعنَ بينَ حُوٍّ وَلُعسِ وَكَأنّ اللّقَاءَ أوّلُ
مِنْ أمْـ ـسِ، وَوَشْكَ الفرَاقِ أوّلُ أمْسِ
وَكَأنّ الذي يُرِيدُ اتّبَاعاً طامعٌ في لُحوقهمْ
صُبحَ خمسِ عَمَرَتْ للسّرُورِ دَهْراً،
فصَارَتْ للتّعَزّي رِبَاعُهُمْ، وَالتّأسّي
فَلَهَا أنْ أُعِينَهَا بدُمُوعٍ، مُوقَفَاتٍ
عَلى الصَّبَابَةِ، حُبْسِ ذاكَ عندي
وَلَيستِ الدّارُ دارِي، باقترَابٍ منها،
ولا الجنسُ جنسِي غَيرَ نُعْمَى
لأهْلِهَا عنْدَ أهْلِي، غَرَسُوا منْ زَكَائِها
خيرَ غَرْسِ أيّدُو مُلْكَنَا، وَشَدّوا قُوَاهُ
بكُماةٍ، تحتَ السّنَوّرِ، حُمسِ وأعَانُوا
عَلى كتَائِبِ أرْيَا طَ بطَعنٍ على النّحورِ،
وَدَعْسِ وأرَانِي، منْ بَعدُ، أكْلَفُ
بالأشْـ ـرافِ طُرّاً منْ كلّ سِنْخٍ وَإسّ
قصيدة للبحتري في وصف الطبيعة
يجب أن نبرز أجمل قصائد البحتري في وصف الطبيعة، فهو الشاعر الذي يُعتبر مثالاً للفحولة والشاعرية في العصر العباسي. كان لديه قدرة كبيرة على الوصف، حتى أصبحت هذه السمة مرتبطة باسمه بشكل وثيق. وفيما يلي نستعرض أجمل قصائد البحتري في هذا المجال :
- يقول اليحتري في وصف الطبيعة
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا …… من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى …… أوائل وردكن بالأمس نوما
يفتقها برد الند ى فكأنه …… يبث حديثا كان قبل مكتما
فمن شجر رد الربيع لباسه …… عليه كما نشرت وشيا منمما
أحل فأبدى للعيون بشاشة …… وكان قذى للعين إذ كان محرما
ورق نسيم الريح حتى حسبته …… يجيء بأنفاس الأحبة نعما
- يقول اليحتري في وصف الطبيعة
يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها …… والآنسات إذا لاحت مغانيها
بحسبها أنها في فضل رتبتها …… تعد واحدة والبحر ثانيها
ما بال دجلة كالغيرى تنافسها …… في الحسن طورا وأطوارا تباهيها
تنصب فيها وفود الماء معجلة …… كالخيل خارجة من حبل مجريها
كأنما الفضة البيضاء سائلة ……. من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا …… مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها …… وريق الغيث أحيانا يباكيها
إذا النجوم تراءت في جوانبها …… ليلا حسبت سماء ركبت فيها
لا يبلغ السمك المحصور غايتها …… لبعد ما بين قاصيها ودانيها
يعمن فيها بأوساط مجنحة …… كالطير تنقض في جو خوافيها
لهن صحن رحيب في أسافلها …… إذا انحططن ويهوفي أعاليها
صور إلى صورة الدلفين يؤنسها …… منه انزواء بعينيه يوازيها
محفوفة برياض لا تزال ترى …… ريش الطواويس تحكيه ويحكيها
ودكتين كمثل الشعريين، غدت …… إحداهما بإزا الأخرى تساميها
إذا مساعي أمير المؤمنين بدت …… للواصفين فلا وصف يدانيها
قصائد البحتري في الغزل
- قصيدة: أبى الليل إلا أن يعود بطوله
أبى الليل إلا أن يعود بطوله
على عاشق نزر المنام قليله
إذا ما نهاه العاذلون تتابعت
له أدمع لا ترعوي لعذوله
لعل اقتراب الدار يثني دموعه
فيقلع أو يشفي جوى من غليله
ومازال توخيد المهاري وطيها
بنا البعد من حزن الفلا وسهوله
إلى أن بدا صحن العراق وكشفت
سجوف الدجى عن مائه ونخيله
يظل الحمام الورق في جنباته
يذكرنا أحبابنا بهديله
فأحيت محبا رؤية من حبيبه
وسرت خليلا أوبة من خليله
بنعمى أمير المؤمنين وفضله
غدا العيش غضا بعد طول ذبوله
إمام رآه الله أولى عباده
بحق وأهداهم لقصد سبيله
خليفته في أرضه ووليه
الرضي لديه وابن عم رسوله
وبحر يمد الراغبون عيونهم
إلى ظاهر المعروف فيهم جزيله
ترى الأرض تسقى غيثها بمروره
عليها وتكسى نبتها بنزوله
أتى من بلاد الغرب في عدد النقا
نقا الرمل من فرسانه وخيوله
فأسفر وجه الشرق حتى كأنما
تبلج فيه البدر بعد أفوله
وقد لبست بغداد أحسن زيها
لإقباله واستشرفت لعدوله
ويثنيه عنها شوقه ونزاعه
إلى عرض صحن الجعفري وطوله
إلى منزل فيه أحباؤه الألي
لقاؤهم أقصى مناه وسوله
محل يطيب العيش رقة ليله
وبرد ضحاه واعتدال أصيله
لعمري لقد آب الخليفة جعفر
وفي كل نفس حاجة من قفوله
دعاه الهوى من سر من راء فانكفا
إليها انكفاء الليث تلقاء غيله
على أنها قد كان بدل طيبها
ورحل عنها أنسها برحيله
وإفراطها في القبح عند خروجه
كإفراطها في الحسن عند دخوله
ليهن ابنه خير البنين محمدا
قدوم أب عالي المحل جليله
غدا وهو فرد في الفضائل كلها
فهل مخبر عن مثله أوعديله
وإن ولاة العهد في الحلم والتقى
وفي الفضل من أمثاله وشكوله
تحليل قصيدة للبحتري
تحليل قصيدة البحتري “صنت نفسي عما يدنس نفسي” يُعتبر من الأعمال الأدبية البارزة التي كتبها البحتري، وهي واحدة من القصائد المهمة التي تُدرس في المناهج التعليمية السعودية. لذا، اخترنا هذه القصيدة تحديدًا لتحليلها. تتناول القصيدة مشاهد من قصر كسرى العظيم، حيث استلهم الشاعر من جدرانه وأجوائه، معبرًا عن أفكاره ودروس الحياة من خلال أبياتها. لمزيد من التفاصيل، تابعوا القراءة.
- مناسبة القصيدة جاءت القصيدة في وصف إيوان كسرى و هي القاعة التي يجلس فيها الملك في قصره، حيث زار البحتري إيوان كسرى و شاهد جمال هذه القاعة و التي رسمت على جدرانها رسمات جميلة زاهية توضح معركة أنطاكية، و كان البحتري مقرب الخلفية المتوكل و حزن على فراقه فقال هذه القصيدة يشكو فيها الهم و الضيق و الحزن الذي ألم به بعد موته و يصف قصر إيوان كسرى و عظمته.
- تنتمي هذه القصيدة إلى شعر الوصف بحيث يصف الشاعر مدى حزنه على فراق المتوكل و يصف القصر و عظمته. و العاطفة المسيطرة على الشاعر في القصيدة عاطفة الحزن و الأسى و الفخر.
- في بداية الأبيات يصون الشاعر نفسه و يحميها عما يدنسها و يلون سمعته و ترفع عن طلب العطاء من الشخص اللئيم و الجبان، و يقول أن الدهر أي الزمان أراد أن يقهره و يذله لكنه تماسك أمامه و واجهه بقوة وعزم، و يفتخر الشاعر بنفسه، فعندما ضاق عليه الحال ركب نافته و جاء من الشام إلى العراق ليذهب إلى القصر لعله يجد ما يخفف عنه مصيبة فقد المتوكل فذكر الذين يعيشون في هذا القصر العظيم العالي.
- في الأبيات استخدم الشاعر أسلوب التضاد ليجسد للمتلقي التحول الهائل الذي حصل على المكان و لأن الشاعر يدرك أن المتلقين عرب حرص على إزالة اللبس الذي يظهر في أذهان المتلقين ليوضح أن التحول و التغير حدث على قصور عظيمة جميلة مازالت تختفظ بجمالها، ثم وصف الجرماز و أحد القصور المجاورة لقصر إيوان.
- قصيدة البحتري صنت نفسي عما يدنس نفسي مكتوبة :
صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي
وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَه
رُ إِلتِماساً مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي
طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفَهٍ
عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو
لاً هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاِشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ
بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلاً لِإِختِباري
بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديماً عَهِدَتني ذا هَناتٍ
آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني اِبنُ عَمّي
بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديراً
أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّه
تُ إِلى أَبيَضَ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى
لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي
وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ
مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
مُغلَقٍ بابُهُ عَلى جَبَلِ القَب
قِ إِلى دارَتَي خِلاطَ وَمُكسِ
حِلَلٌ لَم تَكٌ كَأَطلالِ سُعدى
في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي
لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ ال
جِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ
فَكَأَنَّ الجِرمازَ مِن عَدَمِ الأُن
سِ وَإِخلالِهِ بَنِيَّةُ رَمسِ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي
جَعَلَت فيهِ مَأتَماً بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ
لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا
كِيَّةَ إِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَر
وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَص
فَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ
في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ
وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا
ءٍ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم إِرتِابي حَتّى
تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
قَد سَقاني وَلَم يُصَرِّد أَبو الغَو
ثِ عَلى العَسكَرَينِ شَربَةَ خُلسِ
مِن مُدامٍ تَظُنُّها وَهيَ نَجمٌ
ضَوَّأَ اللَيلَ أَو مُجاجَةُ شَمسِ
وَتَراها إِذا أَجَدَّت سُروراً
وَاِرتِياحاً لِلشارِبِ المُتَحَسّي
أُفرِغَت في الزُجاجِ مِن كُلِّ قَلبٍ
فَهيَ مَحبوبَةٌ إِلى كُلِّ نَفسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَروي
زَ مُعاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَيني
أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَن
عَةِ جَوبٌ في جَنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَب
دو لِعَينَي مُصَبِّحٍ أَو مُمَسّي
مُزعَجاً بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ
عَزَّ أَو مُرهَقاً بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ ال
مُشتَري فيهِ وَهوَ كَوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَلُّداً وَعَلَيهِ
كَلكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الدي
باجِ وَاِستَلَّ مِن سُتورِ المَقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ
رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُب
صِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ
سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
غَيرَ أَنّي يَشهَدُ أَن لَم
يَكُ بانيهِ في المُلوكِ بِنِكسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو
مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَسرى
مِن وُقوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخِنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصي
رِ يُرَجِّعنَ بَينَ حُوٍ وَلُعسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَم
سِ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ إِتِّباعاً
طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهراً فَصارَت
لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ
موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري
بِإِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي
غَيرَ نُعمى لِأَهلِها عِندَ أَهلي
غَرَسوا مِن زَكائِها خَيرَ غَرسِ
أَيَّدوا مُلكَنا وَشَدّوا قُواهُ
بِكُماةٍ تَحتَ السَنَّورِ حُمسِ
وَأَعانوا عَلى كَتائِبِ أَريا
طَ بِطَعنٍ عَلى النُحورِ وَدَعسِ
وَأَراني مِن بَعدُ أَكلَفُ بِالأَش
رافِ طُرّاً مِن كُلِّ سِنخِ وَأُسِّ