قصائد المتنبي

المتنبي شاعر وحكيم عربي بارز، تميز بشخصيته الفريدة وما يحيط بها من غموض. لقد أدهش شعر المتنبي الناس، وكان من الصعب عليهم استيعاب معانيه. في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من أجمل قصائد المتنبي .

  • يقول المتنبي :

أماتَكمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ وجرَّكُمُ مِن خِفّةٍ بِكُمُ النَّمْلُ

ولَيدَ أبيِّ الطَّيِّبِ الكَلْبِ ما لَكُم فطَنتُمْ إلى الدَّعوَى وما لكمُ عَقلُ

ولو ضربَتْكُم مَنجَنيقي وأصلُكُم قَويٌّ لهَدَّتكُمْ فكيفَ ولا أصلُ

ولو كُنتُم ممَّنْ يُدبِّرُ أمرهُ، لما صِرتُمُ نَسلَ الذي ما لهُ نَسْلُ!!

  • وقال ايضا

قِفَا تَرَيَا وَدْقي فهاتَا المخايِلُ، ولا تَخشَيا خُلفاً لِما أنا قائِلُ

رَماني خِساسُ النَّاسِ مِن صَائبِ استِهِ، وآخَرَ قُطنٌ من يَديهِ الجَنَادِلُ

ومِن جَاهلٍ بي وهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ ويَجهَلُ عِلمي أنَّهُ بي جاهِلُ

ويَجهَلُ أنِّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ وأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ

تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مطلَبٍ، ويَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ

وما زِلتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيَّ زَلازِلُ

فقَلْقَلتُ بالهَمِّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كُلُّهنَّ قَلاقِلُ

إذا اللّيْلُ وارَانَا أرَتْنا خِفافُها بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ

كأنِّي مِنَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ

يُخَيَّلُ لي أنَّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ

وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعُلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ

ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلَّا نُفُوسَكمْ ولَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ

فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرءٍ رُوحُهُ له، ولا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وهوَ باخِلُ.

غَثَاثَةُ عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكلُ

  • و يقول أيضا :

بقِيَّةُ قَومٍ آذَنُوا بِبَوارِ وأنْضاءُ أسفارٍ كَشَربِ عُقارِ

نَزلْنا على حكمِ الرِّياحِ بمَسجِدٍ علينا لها ثَوبَا حَصىً وغُبارِ

خَليليَّ ما هذا مُناخاً لِمِثْلِنا فَشُدَّا عَليها وارْحَلا بنَهَارِ

ولا تُنكِرَا عَصفَ الرِّياحِ فإنَّها قِرَى كلّ ضَيْفٍ باتَ عِند سِوَار

هجاء القاضي الذهبي وهو غير شمس الدين الذهبي صاحب سير الأعلام

لمَّا نُسِبتَ فكُنتَ ابناً لغَيرِ أبٍ ثُمَّ اختُبِرْتَ فلمْ تَرْجِعْ إلى أدَبِ

سُمِّيتَ بالذَّهَبيِّ اليومَ تَسميَةً مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَّهَبِ

مُلَقَّبٌ بكَ مَا لُقِّبْتَ وَيْكَ بهِ يا أيُّها اللَّقَبُ المُلقَى على اللَّقَبِ

قصائد المتنبي في الحكمة

تتميز أشعار أبو الطيب المتنبي بالحكمة، فهو شاعر عبقري وذو فطنة في كتاباته. لقد استوعب جميع الثقافات، مما جعله واسع الاطلاع. تعكس حكمته في أشعاره تجارب الحياة التي عاشها. لذا، نقدم لك عزيزي القارئ في السطور القادمة مجموعة مختارة بعناية من أجمل قصائد المتنبي في الحكمة، آملين أن تنال إعجابك.

  • يقول المتنبي :

صـحـب الـناس قبلنا ذا الزّمانا

وعـنـاهـم مـن شأنه ما عنانا

وتـولـّوا بـغـصّـة كـلّه منـــــــ

ــــــــــه وإن سـر بـعـضـهـم أحيانا

ربـّمـا تـحـسن الصنيع لياليـــ

ــــــــــــــه ولـكـن تـكـدر الإحـسـانا

وكـأنـّا لم يرض فينا بريب الـــــــــــ

ـدهر حـتـى أعـانه من أعانا

كـلـمـا أنـبـت الـزمان قناة

ركـّب الـمـرء فى القناة سنانا

ومـراد الـنـفوس أصغر من أن

تـتـعـادى فـيـه وأن تـتـفانى

غـيـر أن الـفـتى يلاقى المنايا

كـالـحـات ولا يـلاقى الهوانا

ولـو أن الـحـيـاة تـبقى لحى

لـعـددنـا أضـلـنـا الشجعانا

وإذا لـم يـكـن مـن الموت بد

فـمـن الـعـجز أن تموت جبانا

كل ما لم يكن من الصعب فى الأنـــــ

ـفس سـهـل فـيها إذا هو كانا

  • و يقول أيضا :

لكلِّ امرىءٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا

وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطَعنُ في العِدا

وَإنْ يُكذِبَ الإرْجافَ عنهُ بضِدّهِ

وَيُمْسِي بمَا تَنوي أعاديهِ أسْعَدَا

وَرُبّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفْسَهُ

وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَدى

وَمُستَكْبِرٍ لم يَعرِفِ الله ساعَةً

رَأى سَيْفَهُ في كَفّهِ فتَشَهّدَ

أشعار المتنبي عن الحياة

عرف أبو الطيب المتنبي بالحكمة، حيث أصبحت العديد من أقواله أمثالاً يتداولها الناس نظراً لارتباطها بالنفس البشرية. كما أن لديه العديد من الأبيات الشعرية التي تتضمن حكمًا عن الحياة. وفيما يلي سنستعرض بعضًا من أشعار المتنبي التي تتناول موضوع الحياة.

قال المتنبي :

إنّي لأعْلَمُ ، واللّبيبُ خَبِيرُ  *  أن الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ

ورَأيْتُ كُلا ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ  *  بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

  • أبو الطيب المتنبي:

عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ  

 وتَأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ     

و تَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها

وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

قصائد المتنبي في الحب

في ختام مقالنا، نقدم لكم مجموعة من أجمل قصائد المتنبي في الحب، التي أبدعها هذا الشاعر العظيم بكلماته المليئة بالشوق والحنين والذكريات. نأمل أن تنال إعجابكم :

  • قصيدة : الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا

وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا

ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ

الكَرَى من غيرِ جُرْمٍ واصِلي

صِلَةَ الضّنى بِتْنَا ولَوْ حَلّيْتَنا

لمْ تَدْرِ مَا ألْوانُنَا ممّا اسْتُفِعْنَ

تَلَوُّنَا وتَوَقّدَتْ أنْفاسُنا

حتى لَقَدْ أشْفَقْتُ تَحْتَرِقُ

العَواذِلُ بَينَنَا أفْدي المُوَدِّعَةَ

التي أتْبَعْتُهَا نَظَراً فُرادَى

بَينَ زَفْراتٍ ثُنَا أنْكَرْتُ طارِقَةَ

الحَوادِثِ مَرّةً ثُمّ اعْتَرَفتُ بها

فصارَتْ دَيْدَنَا وقَطَعْتُ في الدّنْيا

الفَلا ورَكائِبي فيها وَوَقْتيّ

الضّحَى والمَوْهِنَا فوَقَفْتُ

منها حيثُ أوْقَفَني النّدَى

وبَلَغْتُ من بَدْرِ بنِ عَمّارَ

المُنى لأبي الحُسَينِ جَداً

يَضيقُ وِعاؤهُ عَنْهُ ولَوْ كانَ الوِعاءُ

الأزْمُنَا وشَجاعَةٌ أغْناهُ عَنْها

ذِكْرُها ونَهَى الجَبَانَ حَديثُها

أن يجُبنَا نِيطَتْ حَمائِلُهُ

بعاتِقِ مِحْرَبٍ ما كَرّ قَطُّ وهَلْ يكُرُّ

وما کنْثَنَى فكأنّهُ والطّعْنُ منْ قُدّامِهِ

مُتَخَوِّفٌ مِنْ خَلفِهِ أنْ يُطْعَنَا نَفَتِ

التّوَهُّمَ عَنْهُ حِدّةُ ذِهْنِهِ فقَضَى

على غَيبِ الأمورِ تَيَقُّنَا يَتَفَزّعُ

الجَبّارُ مِنْ بَغَتاتِهِ فَيَظَلّ في خَلَواتِهِ

مُتَكَفِّنَا أمْضَى إرادَتَهُ فَسَوْفَ لَهُ

قَدٌ واستَقرَبَ الأقصَى فَثَمّ لهُ هُنَا

يَجِدُ الحَديدَ على بَضاضةِ جِلْدِهِ

ثَوْباً أخَفَّ مِنَ الحَريرِ وألْيَنا وأمَرُّ

مِنْ فَقْدِ الأحِبّةِ عِندَهُ فَقْدُ السّيُوفِ

الفاقِداتِ الأجْفُنَا لا يَستَكِنّ الرّعبُ

بَينَ ضُلُوعِهِ يَوْماً ولا الإحسانُ

أنْ لا يُحْسِنَا مُسْتَنْبِطٌ من عِلْمِهِ ما

في غَدٍ فكأنّ ما سيَكونُ فيهِ دُوِّنَا

تَتَقاصَرُ الأفهامُ عَنْ إدْراكِهِ مِثْلَ الذي الأفْلاكُ

فيهِ والدُّنَى مَنْ لَيسَ مِنْ قَتْلاهُ من طُلَقائِهِ

مَنْ لَيسَ ممّنْ دانَ ممّنْ حُيِّنَا لمّا قَفَلْتَ

مِنَ السّواحِلِ نَحْوَنَا قَفَلَتْ إلَيْها وَحْشَةٌ

من عِندِنا أرِجَ الطّريقُ فَما مَرَرْتَ بمَوْضِعٍ

إلاّ أقامَ بهِ الشّذا مُسْتَوْطِنَا لَوْ تَعْقِلُ الشّجَرُ

التي قابَلْتَها مَدّتْ مُحَيّيَةً إلَيكَ الأغْصُنَا

سَلَكَتْ تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ من شَوْقٍ

بها فأدَرْنَ فيكَ الأعْيُنَا طَرِبَتْ مَراكِبُنَا

فَخِلْنا أنّها لَوْلا حَيَاءٌ عاقَها رَقَصَتْ بنا

أقْبَلْتَ تَبْسِمُ والجِيادُ عَوَابِسٌ يَخْبُبْنَ بالحَلَقِ

المُضاعَفِ والقَنَا عَقَدَتْ سَنابِكُها عَلَيْها

عِثْيَراً لوْ تَبتَغي عَنَقاً عَلَيْهِ لأمْكَنَا والأمْرُ

أمرُكَ والقُلُوبُ خوافِقٌ في مَوْقِفٍ بَينَ المَنيّةِ والمُنى

فعَجِبْتُ حتى ما عَجبتُ من الظُّبَى ورأيْتُ حتى ما

رأيْتُ منَ السّنى إنّي أراكَ منَ المَكارِمِ عَسكَراً

في عَسكَرٍ ومنَ المَعالي مَعْدِنَا فَطَنَ الفُؤادُ

لِما أتَيْتُ على النّوَى ولِمَا تَرَكْتُ مَخافَةً

أنْ تَفْطُنَا أضحَى فِراقُكَ لي عَلَيْهِ عُقُوبَةً

لَيسَ الذي قاسَيْتُ منْهُ هَيّنَا فاغْفِرْ فِدًى

لكَ واحبُني مِنْ بعدها لِتَخُصّني بِعَطِيّةٍ

مِنْها أنَا وَانْهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيّ بِضِلّةٍ فالحُرُّ

مُمْتَحَنٌ بأوْلادِ الزّنَى وإذا الفتى طَرَحَ

الكَلامَ مُعَرِّضاً في مجْلِسٍ أخذَ الكَلامَ

اللَّذْ عَنى ومَكايِدُ السّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ وعَداوَةُ

الشّعَراءِ بِئْسَ المُقْتَنى لُعِنَتْ مُقارَنَةُ اللّئيمِ

فإنّهَا ضَيْفٌ يَجرُّ منَ النّدامةِ ضَيْفَنَا

غَضَبُ الحَسُودِ إذا لَقيتُكَ راضِياً رُزْءٌ

أخَفُّ عليّ مِنْ أنْ يُوزَنَا أمسَى

الذي أمْسَى برَبّكَ كافِراً مِنْ غَيرِنا مَعَنا

بفَضْلِكَ مُؤمِنَا خَلَتِ البِلادُ منَ الغَزالَةِ

لَيْلَها فأعاضَهاكَ الله كَيْ لا تَحْزَنَا