قصائد حافظ ابراهيم

يُعتبر حافظ إبراهيم واحداً من الشعراء المتميزين الذين تركوا وراءهم إرثاً غنياً من القصائد القيمة، خاصة تلك التي تدافع عن اللغة العربية، كونها لغة القرآن الكريم. وفيما يلي بعض من قصائد حافظ ابراهيم :

قصائد حافظ ابراهيم
قصائد حافظ ابراهيم

يقول الشاعر حافظ إبراهيم
سَعَيتُ إِلى أَن كِدتُ أَنتَعِلُ الدَما
وَعُدتُ وَما أُعقِبتُ إِلّا التَنَدُّما
لَحى اللَهُ عَهدَ القاسِطينَ الَّذي بِهِ
تَهَدَّمَ مِن بُنيانِنا ما تَهَدَّما
إِذا شِئتَ أَن تَلقى السَعادَةَ بَينَهُم
فَلا تَكُ مِصرِيّاً وَلا تَكُ مُسلِما
سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ
رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما
أَضَرَّت بِهِ الأولى فَهامَ بِأُختِها
فَإِن ساءَتِ الأُخرى فَوَيلاهُ مِنهُما
فَهُبّي رِياحَ المَوتِ نُكباً وَأَطفِئي
سِراجَ حَياتي قَبلَ أَن يَتَحَطَّما
فَما عَصَمَتني مِن زَماني فَضائِلي
وَلَكِن رَأَيتُ المَوتَ لِلحُرِّ أَعصَما
فَيا قَلبُ لا تَجزَع إِذا عَضَّكَ الأَسى
فَإِنّكَ بَعدَ اليَومِ لَن تَتَأَلَّما
وَيا عَينُ قَد آنَ الجُمودُ لِمَدمَعي
فَلا سَيلَ دَمعٍ تَسكُبينَ وَلا دَما
وَيا يَدُ ما كَلَّفتُكِ البَسطَ مَرَّةً
لِذي مِنَّةٍ أَولى الجَميلَ وَأَنعَما
فَلِلَّهِ ما أَحلاكِ في أَنمُلِ البِلى
وَإِن كُنتِ أَحلى في الطُروسِ وَأَكرَما
وَيا قَدَمي ما سِرتِ بي لِمَذَلَّةٍ
وَلَم تَرتَقي إِلّا إِلى العِزِّ سُلَّما
فَلا تُبطِئي سَيراً إِلى المَوتِ وَاِعلَمي
بِأَنَّ كَريمَ القَومِ مَن ماتَ مُكرَما
وَيا نَفسُ كَم جَشَّمتُكِ الصَبرَ وَالرِضا
وَجَشَّمتِني أَن أَلبَسَ المَجدَ مُعلَما
فَما اِسطَعتِ أَن تَستَمرِئي مُرَّ طَعمِهِ
وَما اِسطَعتُ بَينَ القَومِ أَن أَتَقَدَّما
فَهَذا فِراقٌ بَينَنا فَتَجَمَّلي
فَإِنَّ الرَدى أَحلى مَذاقاً وَمَطعَما
وَيا صَدرُ كَم حَلَّت بِذاتِكَ ضيقَةٌ
وَكَم جالَ في أَنحائِكَ الهَمُّ وَاِرتَمى
فَهَلّا تَرى في ضيقَةِ القَبرِ فُسحَةً
تُنَفِّسُ عَنكَ الكَربَ إِن بِتَّ مُبرَما
وَيا قَبرُ لا تَبخَل بِرَدِّ تَحِيَّةٍ
عَلى صاحِبٍ أَوفى عَلَينا وَسَلَّما
وَهَيهاتَ يَأتي الحَيُّ لِلمَيتِ زائِراً
فَإِنّي رَأَيتُ الوُدَّ في الحَيِّ أُسقِما
وَيا أَيُّها النَجمُ الَّذي طالَ سُهدُهُ
وَقَد أَخَذَت مِنهُ السُرى أَينَ يَمَّما
لَعَلَّكَ لا تَنسى عُهودَ مُنادِمٍ
تَعَلَّمَ مِنكَ السُهدَ وَالأَينَ كُلَّما

حسرة على ما فائت
لم يبق شيء من الدنـيا بأيدينـا
إلا بقيـة دمــع في أيادينــا
كنا قلادة جيـد الدهر فانفرطـت
و في يمين العلا كنا رياحيــنا
كـانت منازلنا في العز شامخـة
لا تـشرق الشمس إلا في مغانينا
و كان أقصى منى نهر المجرة لو
مـن مـائه مزجت أقداح ساقينا
و الـشهب لو أنها كانت مسخرة
لرجم من كان يبدو من أعاديـنا
فلم نزل و صروف الدهر ترمقنا
شـزرا و تخدعنا الدنيا و تلهينا
حـتى غدونا و لا جاه و لا نشب
و لا صـديق و لا خل يواسيـنا .

يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا
إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا
كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت
وَفي يَمينِ العُلا كُنا رَياحينا
كانَت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخَةً
لا تُشرِقُ الشَمسَ إِلّا في مَغانينا
وَكانَ أَقصى مُنى نَهرِ المَجَرَّةِ لَو
مِن مائِهِ مُزِجَت أَقداحُ ساقينا
وَالشُهبُ لَو أَنَّها كانَت مُسَخَّرَةً
لِرَجمِ مَن كانَ يَبدو مِن أَعادينا
فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا
شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا
حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ
وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا
قصيدة وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً
أَمِنتَ لَمّا أَقَمتَ العَدلَ بَينَهُمُ
فَنِمتُ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً
بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها
وَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها
سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها
رَآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى
فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيها
فَوقَ الثَرى تَحتَ ظِلِّ الدَوحِ مُشتَمِلاً
بِبُردَةٍ كادَ طولُ العَهدِ يُبليها
فَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يَكبُرُهُ
مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديها
وَقالَ قَولَةَ حَقٍّ أَصبَحَت مَثَلاً
وَأَصبَحَ الجيلُ بَعدَ الجيلِ يَرويها

قصائد حافظ إبراهيم في حب الوطن

قصائد حافظ إبراهيم تتضمن العديد من الأعمال التي تعبر عن حب الوطن. من بين هذه القصائد، هناك واحدة تتناول مشاعر الانتماء للوطن الأم، حيث يربط الشاعر بين مصر والشام.

قصيدة أم الربيع الشام .. لمصر أم كل الشام.
هنا العظمة والمجد والكرامة … دعامتا الشرق وأرضه ما زالت قائمة.
كان قلب الهلال في الأعلى ينبض .. محاطًا بالعدو ولا يمزق ستاره.
ولا تبتعدوا عن إثرائهم بالأدب .. أم الألسنة في صباح الكبرياء أمهم.
وإذا سألت عن الآباء فالعرب .. هل يريدون الخير وما بينهم.
في رايات معالي هذه العائلة .. ولا صلة بينهم.
هل لهذه العلاقة أي أساس؟ إذا وصلت إلى وادي النيل في طريقك.
مراسي الشام تغلي الآن .. حتى لو صلى في أغنى الأهرامات فهو يعاني.
أجابها بكاء في لبنان .. لو كان النيل والأردن صادقين في حنانهما.
هزهم الماء والعشب. ركض الفخر في كلا الوديان.
الكرم والمثابرة يحيط به. هذا الشخص يجب أن يكون كريمًا بدون دم.
طلب أن تضيء القصبة تحته .. كانت ريح لبنان عطرة.
كم من تحياتك نزلت من الرياض .. نفس عابر للشرق والغرب.
إنهم يتوقون إليك وتشتعل أكبادهم … لولا باحثي علاء لما كانوا يبحثون عن بديل.
من لطفك إلا إيلا متعبة .. دموع كثيرة في ربيع الشام.
يصدر الأمر بالنسبة لحيوانه الأليف … يغادر ، ولا توجد حيلة سوى تصميمه.
ينزع المجد والذهب. يكره انتزاع الليل منه.
وعزمه على عدم الانقلاب … في بلاد كولومبوس أبطال متعجرفون.
أسد جائع ، إذا قفز ، سيقفز … لا العلم ولا الرقم سيحميهما.
إلا مستنيرين محاطين بالنوبيين .. أسطولهم أمل في بحر متحرك.
وجيشهم من عمل المغتربين في البادية. لديهم نهج في جميع مجالات الحياة.
وفي قلب كل قاطرة كان هناك طريق جميل … لم يكن هناك بصيص في أفق المنتجع الساحلي.
إلا أنها كانت تنتظره في بلاد الشام .. فما ذنبهم أنهم مشتتون على الأرض؟
تناثرت النيازك بينما كانت النيازك … ولم يؤذهم في طريقه.
كل كائن حي في الكون لا يهدأ … أرادوا ينابيع العالم ، حتى لو تمكنوا من العثور عليها.
كانوا في طريقهم إلى المجرة الصاعدة … أو هكذا يقولون في الشمس لأولئك الذين يأملون في منتجع على شاطئ البحر.
أعطوه سببًا فارغًا وفوضوه … طلبوا الثناء وفعلوا.
ينتج عن هذا الجهد أم الألسنة … لذلك ، أينما كان الشامان ، كانت تمتلكها.
حياة جديدة ونعمة لا يمكن إنكارها. هذه يدي من بني مصر التي تصافحكم.
فصافحها وصافحت العرب … فكنانة ليست سوى الشام والعاج عليّ.
تم بناء أجزاء منه من قبل حرفيين كانوا سيولدون … بدون أشخاص ذهبوا إلى التطرف في سياساتهم.
لا منا ولا منهم لن نوبخ … إذا كتبوا لي خطيئة في محبتهم.

شعر حافظ إبراهيم عن مصر

شعر حافظ إبراهيم عن مصر :

وقف الخلق ينظرون جميعا
كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر
كفوني الكلام عند التحدي
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق
ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق
من له مثل أولياتي ومجدي
أنا إن قدر الإله مماتي لا
ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
ما رماني رام وراح سليماً
من قديم عناية الله جندي
كم بغت دولة عليّ وجارت
ثم زالت وتلك عقبى التحدي
إنني حرة كسرت قيودي
رغم أنف العدا وقطعت قيدي
أتراني وقد طويت حياتي
في مراس لم أبلغ اليوم رشدي
أمن العدل أنهم يردون الماء
صفوا وأن يكدر وردي
أمن الحق أنهم يطلقون الأس
د منهم وأن تقيد أسدي
نظر الله لي فارشد أبنائي
فشدوا إلى العلا أي شد
إنما الحق قوة من قوى الأديان
أمضي من كل أبيض وهندي
قد وعدت العلا بكل أبي من
رجالي فانجزوا اليوم وعدي
وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق
فالعلم وحده ليس يجدي
نحن نجتاز موقفاً تعثر الآراء
فيه وثمرة الرأي تردى
فقفوا فيه وقفة حزم وارسوا
جانبيه بعزمة المستعد

قصائد حافظ إبراهيم عن العلم

قصيدة العلم والأخلاق لـ حافظ إبراهيم :

شوقي يقول وما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفــــــــــــه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجـــــــلا
من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأمــــــــــير بقوله
كاد المعلم أن يكون رســـــولا
لو جرب التدريس شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخـــمولا
حسب المعــــــــــلم غمة وكآبة
مرأى الدفاتر بكرة وأصــــيلا
مائة على مائة إذا هي صـلحت
وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أن في التصليح نفعا يرتجى
وأبيك لم أك بالعيون بخــــيلا
لكن أصلح غلطة نحـــــــــوية
مثلا واتخذ الكتاب دلــــــــيلا
مستشهدا بالغر مــــــــــن آياته
أو بالحديث مفصلا تفصــــيلا
وأغوص في الشعر القديم فانتقي
ما ليس ملتبسا ولا مـــــــبذولا
وأكاد ابعث سيبويه من البـــلى
وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى حمارا بعد ذلك كـــــــله
رفع المضاف إليه والمفعــولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة
ووقعت مابين البنوك قتيـــلا
يا من يريد الانتحــــــار وجدته
إن المعلم لا يعيش طـــــويلا

لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق
كم عالم مد العلوم حبائلا لوقيعة وقطيعة وفراق
وفقيه قوم ظل يرصد فقه لمكيدة أو مستحل طلاق
وطبيب قوم قد أحل لطبه ما لا تحل شريعة الخلاق
وأديب قوم تستحق يمينه قطع الأنامل أو لظى الإحراق

إني لتطربني الخلال الكريمة
طرب الغريب بأوبة وتلاقي
وتهزني ذكرى المروءة والندى
بين الشمائل هزة المشتاق
فإذا رزقت خليقة محمودة
فقد إصطفاك مقسم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال وذا
علم وذاك مكارم الأخلاق
والمال إن لم تدخره محصناً
بالعلم كان نهاية الأملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل
تعليه كان مطية الأخفاق
لاتحسبن العلم ينفع وحده
ملم يتوج ربه بخلاق
من لي بتربية النساء فإنها
في الشرق علة ذلك الأخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق أيماً إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق..