قصائد زهير بن أبي سلمى

يعتبر زهير بن أبي سلمى واحدًا من أبرز الشعراء العرب، وأحد أهم شعراء العصر الجاهلي. وُلد في عائلة تُعرف بالشعر، ويُعد من أشهر شعراء الحوليات. في هذا المقال، سنستعرض لكم مجموعة من أجمل قصائد زهير بن أبي سلمى .

  • يقول زهير بن أبي سلمى :

أمن أم أوفى دمنـة لم تكلـم ** بحـومانة الـدراج فالمتثلـم
ودار لهـا بالرقمتيـن كأنهـا ** مراجيع وشم في نواشر معصـم
بها العين و الأرآم يمشين خلفـة ** و أطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وقفت بها من بعد عشرين حجة ** فـلأيا عرفت الدار بعد توهـم
أثـافي سفعا في معرس مرجـل ** و نـؤيا كجذم الحوض لم يتثلـم
فلـما عرفت الدار قلت لربعهـا ** ألا أنعم صباحا أيها الربع و اسلـم

************

تبصر خليلي هل ترى من ظعائـن ** تحملـن بالعلياء من فوق جرثـم
جعلـن القنان عن يمين و حزنـه ** و كـم بالقنان من محل و محـر
علـون بأنمـاط عتاق و كلـة ** وراد حواشيهـا مشاكهة الـدم
ووركن في السوبان يعلون متنـه ** عليهـن دل النـاعم المتنعــم
بكرن بكورا و استحرن بسحـرة ** فهـن و وادي الرس كاليد للفـم
وفيهـن ملهـى للطيف و منظـر ** أنيـق لعيـن النـاظر المتوسـم
كأن فتات العهن في كل منـزل ** نـزلن به حب الفنا لم يحطـم

شعر زهير بن أبي سلمى في الحكمة

عاش الزهير حوالي ثمانين عامًا، مما منحه خبرة واسعة وتجربة غنية ومعرفة بطبائع البشر. وقد أتاح له هذا العمر الطويل أن يعيش فترة ممتدة من العصر الجاهلي، حيث تأثر بالإبداع الشعري الذي ساد في تلك الحقبة. استفاد الزهير من أعمال الشعراء الذين سبقوه، مما جعل شعره خاليًا من العيوب التي وقع فيها الآخرون. وفيما يلي نستعرض أجمل أشعار زهير بن أبي سلمى في الحكمة:

  • شعر زهير بن أبي سلمى في الحكمة :

يَـمينـــاً لَنِــعمَ السَيِّـــدانِ وُجِــدتُما.. عَلـــى كُـلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ

تَدارَكتُما عَبســاً وَذُبيانَ بَعدَمـــا.. تَفانـــوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ

وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً.. بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ

فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ.. بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ

وَمَــا الحَــرْبُ إلَّا ما عَلِمْتُمْ وَذُقتُم؛ .. وَمَــــا هُوَ عَنهَـا بالحَدِيثِ المُرَجَّــمِ

مَتَى تبعَثُوهَــا تَبْعَـثُوهَـــا ذَمِيمَـــــة؛ .. وتضــــرَ أذا ضَرَّيتموهــا فتضـرم

شعر زهير بن أبي سلمى في الحب

كما أشرنا سابقًا، يُعتبر زهير بن أبي سلمى من أبرز شعراء العصر الجاهلي، حيث اشتهر بشعره العذب الذي تغنت به القبائل العربية. ومن أجمل قصائد زهير في الحب، نجد ما يلي :

  • يقول زهير بن أبي سلمى :

أَبَت ذِكَرٌ مِن حُبِّ لَيلى تَعودُني

عِيادَ أَخي الحُمّى إِذا قُلتُ أَقصَرا

كَأَنَّ بِغُلّانِ الرَسيسِ وَعاقِلٍ

ذُرى النَخلِ تَسمو وَالسَفينَ المُقَيَّرا

أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا وَصلُ خُلَّةٍ

كَذاكِ تَوَلّى كُنتُ بِالصَبرِ أَجدَرا

وَمُستَأسِدٍ يَندى كَأَنَّ ذُبابَهُ

أَخو الخَمرِ هاجَت حُزنَهُ فَتَذَكَّرا

هَبَطتُ بِمَلبونٍ كَأَنَّ جِلالَهُ

نَضَت عَن أَديمٍ لَيلَةَ الطَلِّ أَحمَرا

أَمينِ الشَوى شَحطٍ إِذا القَومُ آنَسوا

مَدى العَينِ شَخصاً كانَ بِالشَخصِ أَبصَرا

كَشاةِ الإِرانِ الأَعفَرِ اِنضَرَجَت لَهُ

كِلابٌ رَآها مِن بَعيدٍ فَأَحضَرا

وَخالي الجَبا أَورَدتُهُ القَومَ فَاِستَقَوا

بِسُفرَتِهِم مِن آجِنِ الماءِ أَصفَرا

رَأَوا لَبَثاً مِنّا عَلَيهِ اِستَقاؤُنا

وَرِيُّ مَطايانا بِهِ أَن تُغَمَّرا

وَخَرقٍ يَعِجُّ العَودُ أَن يَستَبينَهُ

إِذا أَورَدَ المَجهولَةِ القَومُ أَصدَرا

تَرى بِحِفافَيهِ الرَذايا وَمَتنِهِ

قِياماً يُقَطِّعنَ الصَريفَ المُفَتَّرا

تَرَكتُ بِهِ مِن آخِرِ اللَيلِ مَوضِعي

فِراشي وَمُلقايَ النَقيشَ المُشَمَّرا

وَمَثنى نَواجٍ ضُمَّرٍ جَدَلِيَّةٍ

كَجَفنِ اليَمانِي نَيُّها قَد تَحَسَّرا

وَمَرقَبَةٍ عَرفاءَ أَوفَيتُ مَقصِراً

لَأَستَأنِسَ الأَشباحَ فيها وَأَنظُرا

عَلى عَجَلٍ مِنّي غِشاشاً وَقَد دَنا

ذُرى اللَيلِ وَاِحمَرَّ النَهارُ وَأَدبَرا

أشهر قصائد زهير بن أبي سلمى

لديه العديد من الأعمال الشعرية، وقد تم تصنيفه كأحد شعراء المعلقات السبع التي تم تعليقها على جدار الكعبة الشريفة. وقد أطلق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقب “شاعر الشعراء” نظراً لصدق شعره. عمل كقاضٍ وحكيم، وكان دائماً ينصر المظلومين، كما أن إخوته وأبنائه كانوا ينظمون الشعر أيضاً. في السطور التالية، سنتعرف على أشهر قصائد زهير بن أبي سلمى.

  • قصيدة : آل عبد اللـه زهير بن ابي سلمى

آل عبد اللـه 

عَفَا مِنْ آلِ فاطِمةَ الجِواءُ 

فَيُمْنٌ فالقَوَادِمُ فالحِسَاءُ 

فذُو هاشٍ فمِيثُ عُرَيْتِنَاتٍ 

عَفَتْها الرّيحُ بَعدَكَ والسّماءُ 

فذِرْوَةُ فالجِنابُ كأنّ خُنْسَ 

النّعاجِ الطّاوياتِ بها المُلاءُ 

يَشِمْنَ بُرُوقَهُ ويُرِشّ أريَ 

الجَنوبِ على حَواجبِها العَماءُ 

فَلَمّا أنْ تَحَمّلَ آلُ لَيْلى 

جَرَتْ بَيْني وبَينَهُمُ ظِبَاءُ 

جَرَتْ سُنُحاً فقلتُ لـها: أجيزي 

نَوًى مشمُولةً، فمتى اللّقاءُ 

تَحَمّلَ أهْلُها مِنها فَبانُوا 

على آثارِ مَنْ ذَهَبَ العَفَاءُ 

كأنّ أوابِدَ الثّيرانِ فيها 

هَجائِنُ في مَغابِنِها الطّلاءُ 

لقَد طالَبتُها، ولكُلّ شيءٍ 

وإنْ طالَتْ لَجاجَتُهُ انْتِهاءُ 

تَنَازَعَها المَهَا شَبَهاً وَدُرُّ 

النّحُورِ، وشاكَهَتْ فيهِ الظّباءُ 

فَأمّا ما فُوَيْقَ العِقْدِ مِنْها 

فَمِنْ أدْماءَ مَرْتَعُها الخَلاءُ 

وَأمّا المُقْلَتَانِ فمِنْ مَهَاةٍ 

وللدُّرّ المَلاحَةُ والصّفاءُ 

فَصَرّمْ حَبْلَها إذْ صَرّمَتْهُ 

وعادَى أنْ تُلاقِيَها العَداءُ 

بِآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْهَا 

قِطَافٌ في الرّكابِ وَلا خِلاءُ 

كأنّ الرّحْلَ مِنها فَوْقَ صَعْلٍ 

منَ الظِّلمانِ جُؤجُؤهُ هَوَاءُ 

أصَكَّ مُصَلَّمِ الأذْنَينِ أجنى 

لـهُ بالسِّيّ تَنّومٌ وآءُ 

أذلِكَ أمْ شَتيمُ الوَجْهِ جَأبٌ 

عَلَيْهِ مِن عَقيقَتِهِ عِفَاءُ 

تَرَبّعَ صارَةً حتى إذا ما 

فنى الدُّحْلانُ عنهُ والأضاءُ 

تَرَفّعَ للقَنَانِ وكلّ فَجٍّ 

طَبَاهُ الرِّعْيُ منهُ وَالخَلاءُ 

فأوْرَدَها حِيَاضَ صُنَيْبِعاتٍ 

فألفاهُنّ لَيسَ بهِنّ مَاءُ 

فَشَجّ بها الأماعِزَ فهْيَ تَهْوي 

هُوِيَّ الدّلْوِ أسْلَمَها الرِّشاءُ 

فلَيسَ لَحاقُهُ كَلَحاقِ إلْفٍ 

وَلا كَنَجائِها مِنْهُ نَجَاءُ 

وَإنْ مالا لِوَعْثٍ خازَمَتْهُ 

بألْواحٍ مَفَاصِلُهَا ظِمَاءُ 

يَخِرّ نَبيذُها عَن حاجِبَيْهِ 

فَلَيْسَ لوَجْهِهِ مِنْهُ غِطاءُ 

يُغَرّدُ بَينَ خُرْمٍ مُفْضِياتٍ 

صَوَافٍ لمْ تُكَدّرْها الدّلاءُ 

يُفَضّلُهُ إذا اجْتَهَدا عَلَيْهِ 

تَمَامُ السّنّ منهُ والذّكاءُ 

كأنّ سَحيلَهُ في كلّ فَجْرٍ 

على أحْساءِ يَمْؤودٍ دُعَاءُ 

فآضَ كأنّهُ رَجُلٌ سَليبٌ 

على عَلْياءَ لَيسَ لَهُ رِداءُ 

كَأنّ بَريقَهُ بَرَقانُ سَحْلٍ 

جَلا عَن مَتْنِهِ حُرُضٌ وماءُ 

فلَيسَ بغافِلٍ عَنها مُضيعٍ 

رَعِيّتَهُ إذا غَفَلَ الرّعاءُ 

وقد أغْدو على ثُبَةٍ كِرامٍ 

نَشَاوَى واجدينَ لِما نَشَاءُ 

لـهُمْ راحٌ ورَاوُوقٌ ومِسْكٌ 

تُعَلّ بهِ جُلُودُهُمُ وماءُ 

يَجُرّونَ البُرُودَ وقَدْ تَمَشّتْ 

حُمَيّا الكأسِ فيهِمْ والغِنَاءُ 

تَمَشَّى بَينَ قَتلى قَدْ أُصِيبَتْ 

نُفُوسُهُمُ وَلم تُهْرَقْ دِماءُ 

وما أدري، وسوفَ إخالُ أدري، 

أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟ 

فإنْ قالوا: النّساءُ مُخَبّآتٌ؛ 

فَحُقّ لكُلّ مُحْصَنَةٍ هِداءُ 

وَإمّا أنْ يَقُولَ بَنُو مَصادٍ: 

إلَيْكُمْ! إنّنَا قَوْمٌ بَراءُ 

وإمّا أنْ يَقُولوا: قَدْ وَفَيْنَا 

بذِمّتِنَا فَعادَتُنَا الوَفَاءُ 

وإمّا أنْ يَقُولوا: قَدْ أبَيْنَا، 

فَشَرُّ مَوَاطِنِ الحَسَبِ الإبَاءُ 

وإنّ الحَقّ مَقطَعُهُ ثَلاثٌ: 

إذاً قَوْماً بأنْفُسِهِمْ أسَاؤوا 

وتُوقَدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ 

لكُمْ في كلّ مَجمَعَةٍ لِواءُُ