قصائد سياسية ساخرة

يستمتع عشاق الشعر والباحثون عنه والمبدعون في كتابته بجماله، ويُعتبر الشعراء المبدعون في بلادنا العربية كثيرين. في هذا المقال، سنسلط الضوء على موضوع قصائد سياسية ساخرة ، ويسعدنا أن نقدم لكم مجموعة من أروع هذه القصائد. إليكم ما يلي :

  • قصيدة : الطابــــــــــــور

طالبت ببعض الشمس ، 

فقال رجال الشرطة : 

قف ـ يا سيد ـ في الطابور 

طالبت ببعض الحبر ، لأكتب إسمي .. 

قالوا: إن الحبر قليلٌ … 

فالزم دورك في الطابور 

طالبت بأي كتابٍ أقرأ فيه .. 

فصاح قميصٌ كاكيٌ : 

من كان يريد العلم .. 

فإن عليه ، قراءة منشورات الحزب .. 

وأحكام الدستور .. 

طالبت بإذنٍ حتى ألقى امرأتي 

فأجابوني: إن لقاء المرأة صعبٌ .. 

وعلى العاشق ، 

أن لا ييأس من طول الطابور 

طالبت بإذنٍ .. 

حتى أنجب ولداً .. 

قال نقيبٌ ، وهو يقهقه : 

إن النسل مهمٌ جداً .. 

فلتتنظر ، سنةً أخرى ، في الطابور 

طالبت برؤية وجه الله .. 

فصاح وكيلٌ من وكلاء الله .. 

(لماذا ؟) 

قلت : لأني إنسانٌ مقهور .. 

فأشار إلي بإصبعه 

وفهمت بأن المقهورين 

لهم أيضاً طابور … 

أرجو أن ألقاك .. ولكن لا تتركني 

مثل كلاب الشارع ، في الطابور 

من يوم أتيت إلى الدنيا 

وأنا مزروعٌ في الطابور 

ساقاي تجمدتا في الثلج ، 

ونفسي كالورق المنثور 

منتظرٌ وطناً .. لا يأتي 

وشواطئ دافئةً .. وطيور .. 

لا أدري .. كيف أقول الشعر 

فحيث ذهبت يلاحقني الساطور .. 

كل الأوراق مفخخةٌ.. 

كل الأقلام مفخخةٌ .. 

كل الأثداء مفخخةٌ … 

وسرير الحب .. 

يريد جواز مرور … 

يا ربي: 

وهذا الوطن القابع بين الماء .. وبين الماء .. 

حزينٌ كالسيف المكسور .. 

فإذا ودعنا كافوراً .. 

يأتينا .. أكثر من كافور .. 

يا ربي : 

إن الأفق رماديٌ 

إن كنت تريد مساعدتي 

يا ربي .. فاجعلني عصفور …

وأنا أشتاق لقطرة نور 

إن كنت تريد مساعدتي 

يا ربي .. فاجعلني عصفور …

  • قصيدة الـــــــقـــــــــدس :

بكيت.. حتى انتهت الدموع 

صليت.. حتى ذابت الشموع 

ركعت.. حتى ملني الركوع 

سألت عن محمد، فيك وعن يسوع 

يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء 

يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء 

يا قدس، يا منارة الشرائع 

يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع 

حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول 

يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول 

حزينةٌ حجارة الشوارع 

حزينةٌ مآذن الجوامع 

يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد 

من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟ 

صبيحة الآحاد.. 

من يحمل الألعاب للأولاد؟ 

في ليلة الميلاد.. 

يا قدس، يا مدينة الأحزان  

يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان 

من يوقف العدوان؟ 

عليك، يا لؤلؤة الأديان 

من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟

من ينقذ الإنجيل؟ 

من ينقذ القرآن؟ 

من ينقذ الإنسان؟ 

يا قدس.. يا مدينتي 

يا قدس.. يا حبيبتي 

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون 

وتفرح السنابل الخضراء والزيتون 

وتضحك العيون.. 

وترجع الحمائم المهاجرة.. 

إلى السقوف الطاهره

ويرجع الأطفال يلعبون 

ويلتقي الآباء والبنون 

على رباك الزاهرة.. 

يا بلدي.. 

يا بلد السلام والزيتون

اروع شعر سياسي

الشعر لطالما كان ولا يزال من أبرز الوسائل التي يعبر من خلالها الشعراء عن مواقفهم السياسية بشجاعة وقوة. فيما يلي نقدم لكم أجمل القصائد السياسية.

  • الزهد ومصير الظالمين

بلوت بني الدنيا فلـم أر فيهـم  سوى من غدا والبخل ملء إهابه 

فجردت من غمد القناعة صار  ماًقطعت رجائـي منهـم بذبابـه 

فلا ذا يراني واقفاً فـي طريقـه  ولا ذا يراني قاعداً عنـد بابـه 

غنى بلا مالً عن النـاس كلهـم وليس الغنى إلا عن الشيء لآ به 

إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً ولج عتواً فـي قبيـح اكتسابـه 

فكله إلى صرف الليالـي فإنهـا ستدعو له ما لم يكن في حسابـه 

فكم قد رأينـا ظالمـاً متمـردا ًيرى النجم رتيهاً تحت ظل ركابه

فعما قليلٍ وهـو فـي غفلاتـه  أناخت صروف الحادثات ببابـه 

وجوزى بالأمر الذي كان فاعلاً  وصب عليه الله سـوط عذابـه 

  • الرضى بقضاء الله وقدره 

دع الأيام تفعـل مـا تشـاء وطب نفساً إذا حكم القضاء 

ولا تجزع لحادثـه الليالـي فما لحـوادث الدنيـا بقـاء 

وكن رجلاً عن الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفـاء 

وأن كثرت عيوبك في البرايا وسرك يكـون لهـا غطـاء 

تستر بالسخاء فكـل عيـبٍ يغطيه كمـا قيـل السخـاء 

ولا ترى للأعادي قـط ذلاً فإن شماتـه الأعـدا بـلاء 

ولا ترج السماحة من بخيل فما في النار للظمـآن مـاء 

ورزقك ليس ينقصه التأنـي وليس يزيد في الرزق العناء 

ولا حزن يدوم ولا سـرور  ولا بؤس عليك ولا رخـاء 

إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ  فأنت ومالك الدنيـا سـواء 

ومن نزلت بساحته المنايـا فلا أرض تقيـه ولا سمـاء 

وأرض الله واسعـة ولكـن إذا نزل القضا ضاق الفضاء 

دع الأيام تغدر كـل حيـن  فما يغني عن الموت الدواء 

شعر سياسي ناقد

نستمر في هذا المقال بتقديم أبرز الأشعار السياسية. وفيما يلي، نقدم لكم قصيدة بعنوان: شعر سياسي ناقد.

  • قصيدة : بحث فى معنى الأيدي …

أيها الشعب 

لماذا خلق الله يديك؟ 

ألكي تعمل؟ 

لا شغل لديك 

ألكي تأكل؟ 

لا قوت لديك 

ألكي تكتب؟ 

ممنوع وصول الحرف 

حتى لو مشى منك إليك! 

أنت لا تعمل 

إلا عاطلاً عنك.. 

ولا تأكل إلا شفتيك! 

أنت لا تكتب بل تُكبت 

من رأسك حتى أُخمصيك! 

فلماذا خلق الله يديك؟ 

أتظن الله -جل الله-قد سوّاهما.. 

حتى تسوي شاربيك؟ 

أو لتفلي عارضيك؟ 

حاش لله.. 

لقد سواهما كي تحمل الحكام 

من أعلى الكراسي.. لأدنى قدميك! 

ولكي تأكل من أكتافهم 

ما أكلوا من كتفيك. 

ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم 

ملحمة أكبر مما كبتوا في أصغريك. 

هل عرفت الآن ما معناهما؟ 

إنهض، إذن. 

إنهض، وكشر عنهما.إنهض 

ودع كُلك يغدو قبضتيك! 

نهض النوم من النوم 

على ضوضاء صمتي! 

أيها الشعب وصوتي 

لم يحرك شعرة في أذنيك. 

أنا لا علة بي إلاكَ 

لا لعنة لي إلاكَ 

إنهض لعنة الله عليك

**********

خَطَأٌ أن تَرتكِبَ الصَّحْ!

أَجمَلُ ما فِيكَ الأَقبحْ!

هذا زَمَنٌ

مُنذ زَمانٍ..

في وَقتِ فَراغٍ يَسْبَحْ.

هذا زَمَنٌ لا شأنَ لَهُ

في أن يُنصِتَ أو يَلمحْ.

فاغتَنِمِ الفُرصَةَ.. واردَحْ.

من يَعرفُ حَقّاً من باطلْ

وَالمجنونُ زَعيمُ العاقلْ

والأعمي جَرّاحُ الأَعْيُنِ

والمُطرِبُ بَغْلٌ.. يَنتجْ؟!

هذا زَمَنُ الفَتْحِ الأكبر:

تَفتحُ طَوْعاً.. أو تُفتَحْ!

فَتْحٌ

أو كَسْرٌ

أو ضَمٌّ

وإذا سُكِّنْتَ.. سَتَنزَحْ!

إعرابُ الأَعرابِ فَصيحٌ

وَمُريحٌ

فأرِحْ.. وارتَحْ.

الحاكِمُ قَبْلَكَ جَرَّبَهُ

وَبصحَّتهِ قد صَرَّحْ

لسْتَ مِنَ الحاكِمِ أفصَحْ

أصبحَ لِلحاكمِ إنجازاً

لَو هُوَ قَبلَ الرُّخصةِ.. كَحْ!

أصبحَ للشّاعرِ إعجازاً

لَو هُوَ بالصُّدفةِ.. أصبَحْ!

فاكتُبْ بِفَراغٍ مَغسولٍ

فَوقَ خَواءٍ.. ثُمَّ امسَحْ.

أَيُّ بقاءٍ للأصلَحْ؟!

سَحْسِحْ قَلْبَكَ

دَحْدِحْ عَقْلَكَ

واخسّرْ نَفسَكَ كَيْ تربَحْ.

هذا زَمنُ (السَّحِّ الدَّحْ)!

**********

أحضر سلة

ضع فيها «أربع تسعات»

ضع صحفا منحلة

ضع مذياعا

ضع بوقا، ضع طبلة

ضع شمعا أحمر

ضع حبلا

ضع سكينا

ضع قفلا .. وتذكر قفله

ضع كلبا يعقر بالجملة

يسبق ظله

يلمح حتى اللاأشياء

ويسمع ضحك النملة

وأخلط هذا كله

وتأكد من غلق السلة

ثم اسحب كرسيا واقعد

فلقد صارت عندك

دولة

شعر نقد سياسي لاذع

بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا. واستمرارًا لما نقدمه، يسعدنا أن نقدم لكم في السطور التالية مجموعة جديدة من أجمل القصائد تحت عنوان “شعر نقد سياسي لاذع”.

  • يقول الشاعر :

“معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا

معتقلون داخل الدين كما فسره امامنا

معتقلون داخل الحزن ..واحلي ما بنا احزاننا

مراقبون نحن في المقهي ..وفي البيت

حيث تلفتنا وجدنا المخبر السري في انتظارنا

اذا تظلمنا الي حامي الحمي

واذا تضرعنا الي رب السما

وان هتفنا .. يا رسول الله كن في عوننا

يعطوننا تاشيره من غير ما رجوع

وان طلبنا قلماً لنكتب القصيده الاخيره

يا وطني المصلوب فوق حائط الكراهي

  • يقول الشاعر :

و قداحُ الشاي .. و الاطفالُ..تحتلُّ التلالْ

و يعيشونَ علي الضوء الذي لا يبصرونْ..

حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ..

منذ ان كانوا يعيشونَ اتكالْ..

ايُّها النبع الذي يُمطر ماسْ..

ايها الشيءُ الذي ليس يصدَّق”..

للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ”.

  • يقول الشاعر :

اذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ