قصائد طويلة

تتميز القصيدة الطويلة بطولها الذي قد يجعلها تشكل ديوانًا كاملًا بمفردها. فهي نوع من القصائد يتيح للشاعر تقديم عمل فني شامل، مستخدمًا جميع أدوات الشعر بطريقة مترابطة، مما يجعل شعره عملاً فنياً رائعاً. لذلك، يلجأ بعض الشعراء إلى تضمين قصائدهم الطويلة العديد من الخرافات والأساطير. وتعتبر القصيدة الطويلة المعاصرة تجسيدًا آخر للملحمة التي عرفها الإنسان عبر التاريخ. في السطور القادمة، سنقدم لكم بعض نماذج قصائد طويلة ، فتابعونا.

قصائد طويلة
قصائد طويلة

ما هذا الموسم الغريب؟
لم ينجُ منه أحد
باستثناء حبات المطر
تعصفُ ريحٌ عابرةٍ
تحملُ شيئًا عن المغادرةِ
ترتعشُ
شجرةٌ وحيدةٌ
مجردةٌ من الأوراق
ضد سماء فضية شاسعة
ما تزال الطيور تختار الجثوم عليها؟
في الساعاتِ المتلاشية
بينما تتظاهر الجدران بالنوم
كلانا يترقب
النوافذ المغطاة بالغياب
لتغمر ظلام الليل
في باحةِ عينيكَ المليئتين بالحطام:
شظايا لاحلامٍ زجاجيةٍ
أجوبةٌ مفقودة منذ فترة طويلة
لأسئلةٍ لم نعد نعرفها!
تنسابُ منهما
اصداء بعيدة
لأغنية عابرة
تركتْ رنين يدق في رأسي
مثل أجراسِ الحداد
كل هذهِ الانكسارات تحت المطر
هل هناك حاجة ملحة لإصلاحها؟
حزام الزمن مشدود
إلى شجرةٍ وحيدة ٍ
مجردة من الأوراق
ملاحظاتٌ تشبه الامنيات
تُزيين أطرافها العارية
وها أنا ذا أمنية في مهب الريح
آمل أن تبتكرني العاصفة.
متصدعة إلى قطع
الصور التي تم استعاراتها
ستار من:
الشهوة
والحب
والخسارة
لا توجد رحلة أكثر
كوميدية من ألمك
الأخطاء التي ارتكبت إلى الأبد
محفورة عبثا في عينيك
تختلط مع دموعك
ما تزال الصفحات القديمة..
فارغة
وانت ما تزال غريبا وغير كامل
تعاني الندم..
تحاول أن تختبئ بعيدا عن قلبك
خلف النافذة
حلم يعاني
من حمى طويلة
خلف النافذة
تمكث الاشياء
التي نحتت الألم
خلف النافذة
وردة وحيدة
تحاول الوصول الى ما هو غير موجود
خلف النافذة
حلم يحتضر..
ألم يمضي مزهوًا
في لحظة حبس فيها العالم أنفاسه
داس على
وردة وحيدة
السماءُ تتلاشى إلى اللون الرمادي
نفس الطريقة التي سيفعلونها معك دائمًا
وفيما ترتدي المسافة فستانها
الممتلئ بالصمت والمطر
تتأمل وعدًا مخمليًا بالعودة!
أنا وأنت
قواربٌ راسيةٌ في “ماذا لو؟”
يمرُّ بنا الوقت
بخصلاتٍ مجعدةٍ
تشبهُ إلى حدٍ كبيرٍ
تجاعيد وجهك!
وبينما يدكَ
ترفُّ مثل فراشةٍ ما زالتْ أجنحتها تلتقطُ الضوء
تأخذُ يدي
نحو اشياء ناعمة!
داكنة،
رموز صغيرة،
لذاكرةٍ طويلةٍ
تترك ملاحظة على القمر
لا يمكنني قرأتها
الا بعيون مغلقة!
يتسللُ المساء من النافذة
يسري تحت الاغطيةِ
يراقب بهدوء اجسادنا الخائرة
مزاجهُ الرمادي
جعلنا نتوق إلى اللون!
كما لو كان طموحًا ضائعًا
إنها تمطر، وأنتَ ترسم!
متى ستدرك ضآلةَ اللون؟
أعرني صوتَكَ
حتى أسقطُ، بلا خوفٍ
لقد حدثَ كلَ شيءٍ
الأرضُ ترتجفُ،
بينما تدوسُ رائحتُكَ
على هشاشتي
الشتاء تقاسمَ البرد مع
مع دخان الخطيئة المحترقة
في الأفقِ
تتلمعُ مرآةٌ للمدينةِ
أنا محتجزا فيها، كرهينة
لا تُوجدُ علامة شوق
السماءُ فقط
تعرفُك َ..
وتنكرُ اسمك َ
ذاكرتك
مبعثرة، مثل رفيف حمامة
يتوهج العالم قليلا في أعقابها
بلا خوف؛
دع الرياح تعتقل صوتك
خذها على الطريق الطويل
دون أن تسأل
من أنا اليوم؟
أو كم من الوقت كان الليل؟
السماءُ
تنجرفُ
شيئًا فشيئًا
تستلقي على الأرض
تُغطي ابتسامتَكَ المتشققةِ
في الرصيف
رموشُكَ
عالقةٌ على أسطحِ الأحياء
أمشي في بحرٍ من الغرباء
وأراكَ في الجميع!
أنطقُ بصلاةٍ عابرةٍ
أتشبثُ بها
كما لو أنها تستطيعَ إنقاذي!
كل شيءٍ حولنا، مغلقٌ بإحكام
كيف لنا أن نختلطَ مثل دخان؟
أوراق الخريف
على الممر القديم
تخفي آثار الأمس
جعلت من حواف العالم الصلبة
أكثر ليونة
وفيما تنام وحدة مألوفة
عند نافذتي
وهي تلف ذيلها بطريقة
ليس لها تفسير
يمر ضباب ناعم فوق رأسي
يهديني حيرة
مثل حجر كريم
مستلقيًا في كفي
ذكريات محتشدة
بغرباء يبحثون عن اتجاهات جديدة
في انتظار سفر بعيد
يبدا باسمك
وينتهي بقمرٍ في حلقي!

قصيدة طويلة عن الوطن

“الوطن” قد تبدو كلمة صغيرة، لكنها تحمل في طياتها معانٍ عميقة وجميلة. على الرغم من صغرها، فإنها تعكس عظمة الفخر والاعتزاز. وطننا هو جوهر هويتنا، وأفضل ما يمكننا استخدامه للتعبير عن حب الوطن هو بعض العبارات الموجودة في القصائد.

وطني اُحِبُكَ لابديل
أتريدُ من قولي دليل
سيضلُ حُبك في دمي
لا لن أحيد ولن أميل
سيضلُ ذِكرُكَ في فمي
ووصيتي في كل جيل
حُبُ الوطن ليسَ إدعاء
حُبُ الوطن عملٌ ثقيل
ودليلُ حُبي يا بلادي
سيشهد به الزمنُ الطويل
فأ نا أُجاهِدُ صابراً
لاِحُققَ الهدفَ النبيل
عمري سأعملُ مُخلِصا
يُعطي ولن اُصبح بخيل
وطني يامأوى الطفوله
علمتني الخلقُ الاصيل
قسما بمن فطر السماء
ألا اُفرِِ ِطَ َ في الجميل
فأنا السلاحُ المُنفجِر
في وجهِ حاقد أو عميل
وأنا اللهيب ُ المشتعل
لِكُلِ ساقط أو دخيل
سأكونُ سيفا قاطعا
فأنا شجاعٌ لاذليل
عهدُ عليا يا وطن
نذرٌ عليا ياجليل
سأكون ناصح ُمؤتمن
لِكُلِ من عشِقَ الرحيل

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ . . . . وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً . . . . كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ . . . . مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ . . . . عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ . . . . لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا . . . . عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
وطنٌ ولكنْ للغريبِ وأمةٌ . . . . ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ
يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها . . . . أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ ؟
ياموطناً عاثَ الذئابُ بأرضهِ . . . . عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ
ماذا التمهلُ في المسير كأننا . . . . نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ ؟
هل نرتقي يوماً وملءُ نفوسِنا . . . . وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ ؟
هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا . . . . ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ ؟
واهاً لآصفادِ الحديدِ فإِننا . . . . من آفةِ التفريقِ في أصفادِ

أُعيذُ الأرض من كيد الأعادي
وأُنشدُ سارعي هيا بلادي
سعوديونَ نحن بكلِّ فخرٍ
نعلّيها الرؤوس مع الأيادي
سعوديون إن قلنا فعلنا
وإن زادت مفاهيم العنادِ
سعوديون نبقى مثل نخلٍ
يموت النَّخل لا يخشى الرقاد
إذا ضاعت حدود الأرض منَّا
فلا نجزع إذا صاحت تنادي
ألا ليت الدمار لكل شعبٍ
يفكر بالدمار على بلادي
حماك الله يا أرضاً وعرضاً
فديناها بأرواحٍ وزادِ
فيا وطني بغير الأسْدِ تسطو
كلابٌ تمتطي ظهر الفساد
وكفٌّ خُضِّبت لخراب أرضٍ
نُقطِّعها ولا نرضى التمادي
نرد الكفَّ إن لزمت أمورٌ
ونَخْضِبُها بألوان السواد
مساء الخير يا وطني فإنّي
أحيي كلّ من يهوى بلادي
مواطنةٌ أصوغ الحب شعراً
وشاعرة أهيم بكلِّ وادِ.

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ * وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة * كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ * مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ * عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ * لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا * عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه

قصائد طويلة عن الصداقة

شعر جاهلي عن الصداقة الحقيقية، مجموعة مختارة من قصائد عدد من الشعراء، قد تعجبك وتكون مناسبة لإرسالها إلى صديقك للتعبير عن مشاعرك تجاهه.

أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ
وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي
فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ
وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ
وَدِيـنٌ فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـو
المرء يعرف بالأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم
كأصله اصبر على حلو
الزّمان ومرّه واعلم بأنّ الله بالغ
أمره لا تستغب فتستغاب
وربّما من قال شيئاً
قيل فيه بمثله وتجنّب الفحشاء
لا تنطق بها ما دمت في جدّ الكلام
وهزله وإذا الصّديق أسى عليك
بجهله فاصفح لأجل الودّ ليس
لأجله كم عالمٍ متفضّلٍ.
قد سبّه من لا يساوي غرزةً
في نعله البحر تعلو فوقه جيف الفل
إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً
فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرَْ علَيْـهِ التَّأَسُّفَـا
فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ
رَاحَـةٌ وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ
وَلَوْ جَفـا فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ
يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ
لَكَ قَدْ صَفَـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ
الوِدَادِ طَبِيعَـةً فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ
يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ
يَـخُونُ خَلِيلَـهُ وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ
المَـوَدَّةِ بِالجَفَـا وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً
قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ وَيُظْهِـرُ سِرًّا
كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا سَلاَمٌ
عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا.

يا من قربت من الفؤاد وأنت
عن عيني بعيد شوقي
إليك أشدّ من شوق السليم
إلى الهجود أهوى لقاءك
مثلما يهوى أخو الظمأ
الورود و تصدّني عنك النوى
وأصدّ عن هذا الصدود وردت
نميقتك التي جمعت من الدرّ
النضيد فكأنّ لفظك لؤلؤ
وكأنّما القرطاس جيد أشكو
إليك ولا يلام إذا شكى العاني
القيود دهراً بليدا ما ينيل
وداده إلاّ بليد ومعاشراً ما فيهم
إن جئتهم غير الوعود متفرّجين
و ما التفرنج عندهم غير الجحود
لا يعرفون من الشجاعة غير
ما عرف القرود سيّان قالوا
بالرضى عنّي أو السخط
الشديد من ليس يصّدق
في الوعود فليس يصدّق
في الوعيد نفر إذا عدّ الرجال
عددتهم طيّ اللحود تأبى
السماح طباعهم ما كلّ ذي
مال يجود أسخاهم بنضاره
أقسى من الحجر الصلود
جعد البنان بعرضه يفدي اللجين
من الوفود ويخاف من أضيافه
خوف الصغير من اليهود تعس
امريء لا يستفيد من الرجال
ولا يفيد وأرى عديم النفع
إنّ وجوده ضرر الوجود
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو
مَنَاسِبُهُ بلِ الصديقُ الذي
تزكو شمائلهُ إنْ رابكَ
الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة
وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
لا كالذي يدعى وداً، وباطنهُ
من جمر أحقادهِ تغلى
مراجلهُ يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً
أسفاً لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ
شَامِلُهُ وَذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة ٍ
فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ

قصائد طويلة عن الحياة

كتب الشعراء العديد من القصائد التي تتناول موضوعات الحياة والدنيا، ومن أجمل هذه القصائد ما يلي :

أَراكِ فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُ
ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأَملْ
وتنمو بصدري وُرُودٌ عِذابٌ
وتحنو على قلبيَ المشْتَعِلْ
ويفْتِنُني فيكِ فيضُ الحَيَاةِ
وذاك الشَّبابُ الوديعُ الثَّمِلْ
ويفْتِنُني سِحْرُ تِلْكَ الشِّفاهْ
ترفرفُ مِنْ حَوْلهنَّ القُبَلْ
فأَعبُدُ فيكِ جمالَ السَّماءِ
ورقَّةَ وردِ الرَّبيعِ الخضِلْ
وطُهْرَ الثُّلوجِ وسِحْرَ المروج
مُوَشَّحَةً بشُعاعِ الطَّفَلْ
أَراكِ فأُخْلَقُ خلْقاً جديداً
كأنِّيَ لمْ أَبْلُ حربَ الوُجُودْ
ولم أَحتمل فيه عِبئاً ثقيلاً
من الذِّكْرَياتِ التي لا تَبيدْ
وأَضغاثِ أَيَّاميَ الغابراتِ
وفيها الشَّقيُّ وفيها السَّعيدْ
ويغْمُرُ روحِي ضِياءٌ رَفيقٌ
تُكلِّلهُ رائعاتُ الورودْ
وتُسْمِعُني هاتِهِ الكائِناتُ
رقيقَ الأَغاني وحُلْوَ النَّشيدْ
وتَرْقُصُ حَولي أَمانٍ طِرابٌ
وأَفراحُ عُمْرٍ خَلِيٍّ سَعيدْ
أَراكِ فتخفُقُ أَعصابُ قلبي
وتهتزُّ مِثْلَ اهتزازِ الوَتَرْ
ويُجري عليها الهَوَى في حُنُوٍّ
أَناملَ لُدْناً كرَطْبِ الزَّهَرْ
فتخطو أَناشيدُ قلبيَ سَكْرى
تغرِّدُ تَحْتَ ظِلالِ القَمَرْ
وتملأُني نشوةٌ لا تُحَدُّ
كأَنِّيَ أَصبحتُ فوقَ البَشَرْ
أَودُّ بروحي عِناقَ الوُجُودِ
بما فيهِ مِنْ أَنْفُسٍ أَو شَجَرْ
وليلٍ يفرُّ وفجرٍ يكرُّ
وغَيْمٍ يوَشِّي رداءَ السِّحَرْ
أيها القوم مالكم في جمود
أو ما يَستفِزّكم تَفنيدي
كلما قد هززتكم لنُهوض
عدت منكم بقَسوة الجُلمود
طال عَتبي على الحوادث فيكم
مثلما طال مطلها بالوُعود
فمتى سعيُكم وماذا التَواني
وإلى كم أُحثّكم بالنشيد
أنا غِرِّشد شاردات القوافي
أفَلم يُشجكم بها تغريدي
كنت قبلاً أُثني عليكم لأني
أبتغي الحَثَّ بالثناء الحميد
فاتّقوا اليوم صَولةً من يراع
واقفٍ في مواقف التنديد
أيها القوم نحن في عصر علم
جعل الحرب في طراز جديد
جعل الحرب تُدرس اليوم فَنّاً
مُغنياً عن شجاعة الصِنديد
إن للعم في حروب بني العص
ر لَيأساً يفوق بأس الحديد
إذ بدا بأسه الأشدّ فأنسى
كل بأس من الحديد شديد
أيها القوم فادخلوا المعهد الحر
بيّ طوعاً وانضوا ثياب الجمود
واستِدّوا لردِّ كل عدوّ
أنكر الحق ناقضاً للعهود
وأعِزّوا المُلك الذي نبتغيه
بجنود مبثوثة في الحدود
قد دعتكم أوطانكم فأجيبوا
دعوة الآمرين بالتجنيد
نحن لا نقصد الحروب ولكن
نبتغي الذَود عن تُراث الجدود
أرأيتم مُلكاً بغير جنود
إنما الملك قائم بالجنود
فاجمعوا الجيش في العراق ليرعى
ما به من طَريفكم والتَليد
ويردَّ العدوّ عنكم ويحمي
عيشكم من شوائب التنكيد
لا تقرّوا على الهوان وأنتم
عرب من بني الأُباة الصِيد
يكرهون الحياة إلاّ حياةً
ذات عزّ ببأسهم صَيهود
أشرف الموت عندهم هو موت
في صُها الخيل تحت خفق البُنود
وأعزّ الأعمار عمر قصير
تحت ظلّ من السيوف مديد
وأذلّ الحياة عندي حياةٌ
قد أهينت حقوقها بجُحود