محتويات المقال
قصائد في بحر الرجز
الرجز هو أحد البحور الشعرية المعروفة في الشعر العربي، وتُعرف قصائده بالأراجيز، بينما يُطلق على الشاعر الذي ينظمها لقب “راجز”. كان شعر الرجز شائعًا في فترتي الجاهلية والإسلام، حيث استخدمه الشعراء لتدوين الكثير من أشعارهم وأنسابهم وأحسابهم. إليك مجموعة من قصائد في بحر الرجز :
الحارث بن ظالم مري :
إذا سمعت حنّة اللفاع
فادعي أبا ليلى ولا تراعي
ذلك راعيك فنعم الراعي
يجبك رحب الباع والذراع
منطقا بصارم قطاع
يغري به مجامع الصداع
وتلك ذود الحارث الكساع
دعوت بالله فلا تراعي
البراق :
لَأُفرِجَنَّ اليَومَ كُلَّ الغُمَمِ
مَن سَبيِهِم في اللَيلِ بيضَ الحُرَمِ
صَبراً إِلى ما يَنظُرونَ مُقدَمي
إِنّي أَنا البَرّاقُ فَوقَ الأَدهَمِ
لَأُرجِعَنَّ اليَومَ ذاتَ المبسِمِ
بِنتَ لُكَيزَ الوائِلِيِّ الأَرقَمِ
مبارك بن حمد العقيلي :
كم ذا التجافي يا رشا
والحب منك قد نشا
طب يا مليح فالهوى
في مهجتي قد عرشا
كل الذي تهواه يا
أقصى المنى كما تشا
فارفق بصب ذي جوى
من حره ذاب الحشى
عنترة بن شدّاد :
إِنّي أَنا عَنتَرَةَ الهَجينُ
فَجُّ الأَتانِ قَد عَلا الأَنينُ
يُحصَدُ فيهِ الكَفُّ وَالوَتينُ
مِن وَقعِ سَيفي سَقَطَ الجَنينُ
عِندَكُمُ مِن ذَلِكَ اليَقينُ
عَبلَةُ قَومي تَرَكِ العُيونُ
فَيَشتَفي مِمّا بِهِ الحَزينُ
دارَت عَلى القَومِ رَحى المَنونِ
امرؤ القيس :
تَاللَهِ لا يَذهَبُ شَيخي باطِلا
حَتّى أُبيرَ مالِكاً وَكاهِلا
القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا
خَيرَ مَعَدٍّ حَسَباً وَنائِلا
يا لَهفَ هِندٍ إِذ خَطِئنَ كاهِلا
نَحنُ جَلَبنا القُرَّحَ القَوافِلا
يَحمِلنَنا وَالأَسَلَ النَواهِلا
مُستَفرَماتٍ بِالحَصى جَوافِلا
تَستَنفِرِ الأَواخِرُ الأَوائِلا
الدهنا بن مسحل :
أقسم لا يمسكني بضم
ولا بتقبيل ولا بشم
ولا بغز يسلي غمي
يطير منه فتحي في كمي
الدحداجة الفيمية :
إن دعى غالب هماما
أنكرت منه شعراً تواما
قين لقين يرفع البراما
من معشر وجدتهم لئاما
ليسوا إذا ما نسبوا كراما
سود الوجوه عذلاً ابراما
لو ترك القطا إذا لناما
هذا مقامي فاتخذ مقاما
اذكره الفرزدق الرحاما
لما رآني أسرع انهزاما
عنترة بن شدّاد :
قُلتُ مَنِ القَومُ فَقالوا سَفَرَه
وَالقَومُ كَعبٌ يَبتَغونَ المُنكَرَه
قُلتُ لِكَعبٍ وَالقَنا مُشتَجِرَه
تَعَلَّمي يا كَعبُ وَاِمشي مُبصِرَه
ثُمَّ اِذهَبي مِنّي وَكوني حَذِرَه
أمثلة على بحر الرجز مع التقطيع
فيما يلي نماذج شعرية على بحر الرجز:
البيت الشعري إن كنت لا تدري فيكفي ما مضى وامدد له من ظلِّك المنشور
- رموز التفعيلة – ب -/ – – ب -/ – – ب – – ب -/ – – ب -/ – – –
- تفعيلات البيت مستفعلن/ مستفعلن/ مُستَفعِلُن مستفعلن / مستفعلن / مستفعل
- النوع تام الرجز
البيت الشعري والبدرُ فوقَ دِجلةٍ والصّبح لمّا يُشرقِ
- رموز التفعيلة – ب – / ب – ب – – ب – / – – ب –
- تفعيلات البيت مستفعلن / مُتفْعِلُن مستفعلن / مستفعلن
- النوع مجزوء الرجز
البيت الشعري لا تيأسوا أن تستردّوا مجدكم فربَّ مغلوب هوى ثم ارتقى
- رموز التفعيلة – ب -/ – – ب -/ – – ب – ب – ب -/ – – ب -/- – ب –
- تفعيلات البيت مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن مُتفْعِلُن / مستفعلن / مستفعلن
- النوع تام الرجز
بحر الرجز في الشعر الحر
سيتم استعراض بعض الأمثلة من شعر التفعيلة المكتوب على وزن الرجز في الشعر الحر، ومن بين هذه النماذج :
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمرْ
عيناكِ حين تبسمانِ تورق الكرومْ
وترقص الأضواءُ كالأقمارِ في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْنًا ساعةَ السَّحَرْ
كأنَّما تنبضُ في غوريهما، النّجومْ
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساءْ
دفءُ الشتاءِ فيهِ وارتعاشةُ الخريفْ
والموتُ، والميلادُ، والظَّلامُ، والضياءْ
فتستفيقُ ملء روحي، رعشة البكاءْ
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماءْ
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمرْ!
كأنَّ أقواسَ السَّحابِ تشربُ الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوبُ فِي المطرْ
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكرومْ
ودغدغتْ صمتَ العصافيرِ على الشَّجرْ
أشهدُ ألَّا امرأةً
أتقنتِ اللعبةَ إلَّا أنتِ
واحتملتْ حماقَتِي عشرةَ أعوامٍ كَمَا احْتَمَلْتِ
واصطبَرَتْ على جُنُوني مثلمَا صبرتِ
وقلَّمتْ أظافرِي
ورتَّبَتْ دفاتِري
وأدخلتنِي روضةَ الأطفالِ
إلا أنتِ
أشهدُ ألَّا امرأةً
تشبهني كصورةٍ زيتيةٍ
في الفكرِ والسلوكِ إلا أنتِ
والعقلِ والجنونِ إلا أنتِ
والمللِ السريعِ
والتعلُّقِ السريعِ
إلا أنتِ
أشهدُ أن لا امرأةً
قد أخذتْ من اهتمامِي
نصفَ ما أخذتِ
واستعمرتنِي مثلما فعلتِ
وحررتنِي مثلمَا فعلتِ.
شعر الرجز في العصر الأموي
في العصر الأموي، ازداد عدد الشعراء الذين اهتموا بشكل خاص بتجويد الرجز وتحسينه، حتى أن بعضهم اقتصر على هذا النوع من الشعر. وقد تناولت الأرجوزة جميع أغراض القصيدة، حيث اتبعت نمطًا يشمل الحديث عن الأطلال، ووصف الرحلات في الصحراء، والمديح، والهجاء، والفخر. ومع مرور الوقت، أصبحت الأرجوزة تتضمن مواضيع جديدة، مثل الصيد باستخدام الجوارح كالصقور والكلاب. ومن بين هؤلاء الشعراء، نجد الشمردل بن شريك التميمي الذي قال :
قد أغتدى والصبحُ في حِجابه والليلُ لم يأوِ إلى مآبهِ
وقد بـدا أبلق من مُنجابه يَتوَّجىّ صاد في شبابه
مُعاودٍ قد ذلّ في إصعابه قد خُرّق الضِّفارَ من جِذابه
وعَرف الصوت الذي يُدعى به ولمعةَ المُلع في أثوابه
قصائد على بحر المتقارب
قصيدة للشاعر محمود حسن إسماعيل، قامت المطربة نجاح سلام بأدائها بألحان رياض السنباطي. تعتمد القصيدة على بحر المتقارب، حيث تتكرر التقطيعات: فعولن فعولن فعولن فعولن .. فعولن فعولن فعولن فعولن.
أنا النيـــلُ مقبــرةٌ للغزاةْ .. أنا الشعبُ ناري تكيدُ الطغاةْ
أنا المـوتُ في كلّ شبرٍ إذا .. عدوُّك يا مصــر لاحَتْ خطاةْ
يدُ الله في يَدِنــــا أجمعين .. تصبُّ الهلاكَ على المعتدين
فشقّوا إليهم جحيم الفناء ..أسوداً كواسرَ تحمي العرين
يدُ الله في يَدِ مصـــرٍ قسَمْ .. على كلّ عـــادٍ تشُبُّ العدَمْ
تدكُّ الطغاة وتحمي الحياة .. وترفعُ للشمس نور العلَمْ
سنمضي لهم في لهيب الشَررْ .. ونزحفُ للنصر تحت القدَرْ
ونغشى معاركَ من كلّ فجٍّ .. ونصمدُ حتى نلاقي الظَّفَرْ
ومن كل بيتٍ ومن كلّ شبْرٍ .. لظى الموت يخرجُ من كلِّ صَدرْ
على كلّ باغٍ يسوقُ الحِمَامَ .. ليحميْ ترابَك يا أرضَ مصرْ
لنا النصرُ والموتُ للمعتدين .. لنا النصرُ والموتُ للغاصبين
سنمضي رعوداً ونمضي أسوداً .. نرددُ أنشودة الظافرين