محتويات المقال
قصيدة عنترة بن شداد من شعر الفروسية
شهدت فترة الجاهلية العديد من المعارك والنزاعات التي نشبت بين القبائل، حيث تميزت كل قبيلة بفرسانها وشعرائها الذين وثقوا بطولاتهم ومآثرهم في الحروب من خلال أدبهم. ومن أبرز هؤلاء الشعراء كان عنترة بن شداد. في المقال التالي، سنستعرض معًا قصيدة عنترة بن شداد من شعر الفروسية .
يقول عنترة بن شداد :
إذا خصمي تقاضاني بدينٍ
قَضيْتُ الدَّينَ بالرُّمح الرُّديني
وحدُّ السَّيفِ يُرضينا جميعاً
ويحكمُ بينكم عدلاً وبيني
جَهلْتُم يا بني الأَنذَالِ قدري
وقد عرفته أهلُ الخافقين
وما هدمتْ يدُ الحِدْثانِ ركْني
ولا امتَدَّتْ إليَّ بَنانُ حَيْني
علَوْتُ بصارمي وسِنانِ رُمحي
على أُفْق السُهى والفَرْقَدَين
وغادرت المبارزَ وسطَ قفرٍ
يُعَفِّرُ خدَّهُ والعارِضَيْنِ
وكم منْ فارسٍ أَضْحى بسْيفي
هشيمَ الرَّأس مخضوب اليدين
يجومُ عليهِ عقبانُ المنايا
وتحجلُ حولهُ غربانُ بينٍ
وآخرُ هاربٌ من هول شخصي
وقد أجرى دموع المقلتين
وسوْفَ أُبيدُ جمْعَكُمُ بِصَبْري
ويطفا لاعجي وتقرُّ عينى.
يقول عنترة بن شداد :
وكان لدى الهيجاء يحمي ذمارها
ويطعنُ عند الكرَّ كلَّ طعان
به كنتُ أسطو حينما جدَّت العِدا
غداة اللقا نحوي بكل يماني
فقد هدَّ ركني فقده ومصابهُ
واخلَّى فؤادي دائمَ الخفقان
فوا أسفا كيف انثنى عن جواده
وماكان سيفي عندهُ وسناني
رماهُ بسهم الموتِ رامٍ مصمَّمٌ
فياليتهُ لما رماهُ رماني
فسوف ترى إن كنت بعدك باقياً
وأمكنني دهر وطول زمان
وأقسمُ حقاً لو بقيت لنظرة ٍ
لقرت بها عيناك حين تراني.
يقول عنترة بن شداد :
نحا فارسُ الشهباءِ والخيلُ جنحُ
على فارسٍ بين الأسِنَّة ِ مُقْصَدِ
ولولا يدٌ نالَتْهُ مِنَّا لأَصْبَحَتْ
سِباعٌ تهادَى شِلْوَهُ غيرَ مُسْنَدَ
فلا تَكْفُر النّعْمى وأثْن بفَضلِها
ولا تأمننْ مايحدثُ الله في غدِ
فإنْ يَكُ عبدُ الله لاقى فوَارساً
يردُّون خالَ العارض المتوقدِ
فقدْ أمكَنَتْ مِنْكَ الأَسِنَّة ُ عانياً
فلم تجز إذ تسعى قتيلاً بمعبد.
زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَة َ في الكَرى
لمتِّيم نشوانَ محلول العرى
فنهضتُ أشكو ما لقيتُ لبعدها
فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا
فضَممتُها كيما أقبِّلَ ثغرَها
والدَّمعُ منْ جَفنيَّ قد بلَّ الثرى
وكشفتُ برقعها فأشرقَ وجهها
حتى أعادَ اللَّيلَ صُبحاً مُسفِراً
عربية ٌ يهتزُّ لين قوامها
فيخالُه العشَّاقُ رُمحاً أسمرا
محجوبة ٌ بصوارمٍ وذوابل
سمرٌ ودونَ خبائها أسدُ الشرى
يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى
وأنا المعنى فيكِ من دون الورى
يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي
لمَّا جرت روحي بجسمي قدْ جرَى
وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به
عبسٌ وسيفُ أبيهِ أفنى حميرا
يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ
أبداً أزيدُ به غراماً مسعرا
يا ساشُ لولا أنْ سلطانَ الهوى
ماضي العزيمة ِ ما تملكَ عنترا.
شعر عن الفروسية والخيل
منذ العصور القديمة ، نظم الشعراء العرب العديد من أبيات شعر عن الفروسية والخيل ، وفيما يلي نستعرض بعضاً منها :
يقول الشاعر امرؤ القيس في معلقته الشهيرة أيضًا :
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَع كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
مِسَحٍّ إِذا ما السابِحاتُ عَلى الوَنى أَثَرنَ غُباراً بِالكَديدِ المُرَكَّلِ
عَلى العَقبِ جَيّاشٍ كَأَنَّ اِهتِزامَهُ إِذا جاشَ فيهِ حَميُهُ غَليُ مِرجَلِ
يَطيرُ الغُلامَ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ وَيَلوي بِأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ
دَريرٍ كَخُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ تَقَلُّبُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ
لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ وَإِرخاءُ سِرحانٍ وَتَقريبُ تَتفُلِ
كَأَنَّ عَلى الكَتفَينِ مِنهُ إِذا اِنتَحى مَداكُ عَروسٍ أَو صَلايَةُ حَنظَلِ
وَباتَ عَلَيهِ سَرجُهُ وَلِجامُهُ وَباتَ بِعَيني قائِماً غَيرَ مُرسَلِ
يقول الشاعر والفارس عنترة بن شداد في معلقته الشهيرة :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابح
نهد تعاوره الكماة مكلمي
طورًا يحرد للطعان وتــــــارةً
يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعـــــة أنني
أغشى الوغي وأعف عند المغنمِ
يقول الشاعر في مديح الخيل والفروسية :
قالوا تحب الخيل يا حظها الخيل خذني معك مهرتن وبيدك رسنها
ياللي عيونك يسري ليلها الليل وياالي شفاك حدث الموت عنها
إنت الهوى من بد كل الرجاجيل وأنت الذي روحي غرامك سكنها
تعال وازرع في عيوني مواويل تعال خذ روحي غرامك سكنها
تعال ابقهربك قلوب العواذيل وهاك البنات اللي جمالك فتنها
اشعل لي الدنيا شموع وقناديل وقف ثواني الكون خلك زمنها
لا يا بعد عمري طفح فيني الكيل أفديك انا يا روح روحي وطنها
هذي دلالي من شفاهك تبي هيل قم بهر الدله وابرشفك منها
قالت تحب الخيل قلت إيه بالحيل ما ظن نفسي تقدر تصد عنها
سحر العيون ومهجتي شوفت الخيل هي علتي ودواي مسكت رسنها
يا بنت أنا بذلل الحرف تذليل لأجل الحروف اللي فوادك حضنها
من سبتك يا بنت أنا ممرح الليل هرجك جرح روحي ونفسي فتنها
اللي جرحني بالرموش المظاليل محبته بأقصى فوأدي دفنها
جيتك وأنا شيل الحطب والمعاميل بأسوي القهوة وأباسقيك منها
واللي يعذلك راح من غير تحصيل والله لا أخليه يدفع ثمنها
ما عاش من يجرحك لو قيل ماقيل لا جلك حياتي يا لمها جزت عنها
يقول الشاعر جبران خليل جبران :
أيها الفارس الشجاع ترجلْ قد كبا مهرك الأغر المحجلْ
شد ما خب موجفا كل يوم في طلاب من الفخار معجلْ
دميت بالركاب شاكلتاه فهوى رازحاً به ما تحملْ
هزلت سوقه إلى أن تثنت ودنا عنقه إلى أن تسفلْ
وخبا من جبينه نجم سعد طالما كان ضاحكاً يتهللْ
هكذا رحت ترهق العمر حثا فتلاشى ومجده بك أمثلْ
نادبي أدهم وناعي علاه كان من خيرة العلي أن ترحلْ
شعر عن الفروسية والشجاعة
كتب عنترة بن شداد العديد من القصائد المتنوعة التي تتناول مواضيع الشجاعة والفروسية والحب والغزل ، فيما يلي نستعرض أبرز هذه القصائد :
شعر عنترة بن شداد عن الشجاعة
من قصيدة وللموت خيرٌ للفتى من حياته:
وَلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى من حياتِهِ إذا لمْ يثِبْ للأَمر إلاَّ بقائدِ
فعالجْ جسيمات الأمور ولا تكنْ هبيتَ الفؤادِ همة للسوائدِ
إذا الرِّيحُ جاءَتْ بالجَهام تَشُّلهُ هذا ليله مثلُ القلاص الطرائدِ
وأعقَبَ نَوْءُ المُدْبرينَ بغبرَة وَقطْرٍ قليلِ الماءِ باللَّيْل بارد
كفى حاجة الأضيافِ حتى يريحها على الحيَّ منا كلُّ أروعَ ماجدِ
تراهُ بتفريج الأمور ولفهّا لما نالَ من معروفها غيرَ زاهدِ
ولَيْسَ أخونا عِندَ شَرٍّ يخافُهُ ولا عندَ خَيْرٍ إنْ رجاهُ بواحدِ
إذا قيلَ منْ للمعضلاتِ أجابهُ عظامُ اللهى منَّا طوالُ السَّواعدِ
شعر عنترة بن شداد في الفروسية
من قصيدة أشاقك من عبل
أشاقكَ مِنْ عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ
فقلبكَ فيه لاعجٌ يتوهّجُ
فقدْتَ التي بانَتْ فبتَّ مُعذَّباً
وتلكَ احتواها عنكَ للبينِ هودجُ
كأَنَّ فُؤَادي يوْمَ قُمتُ مُوَدِّعاً عُبَيْلَة مني هاربٌ يَتَمعَّج
خَليلَيَّ ما أَنساكُمَا بَلْ فِدَاكُمَا أبي وَأَبُوها أَيْنَ أَيْنَ المعَرَّجُ
ألمَّا بماء الدُّحرضين فكلّما دِيارَ الَّتي في حُبِّها بتُّ أَلهَجُ
دِيارٌ لذَت الخِدْرِ عَبْلة أصبحتْ بها الأربعُ الهوجُ العواصِف ترهجُ
ألا هلْ ترى إن شطَّ عني مزارها وأزعجها عن أهلها الآنَ مزعجُ
فهل تبلغني دارها شدنيةٌ هملعةٌ بينَ القفارِ تهملجُ
تُريكَ إذا وَلَّتْ سَناماً وكاهِلاً وإنْ أَقْبَلَتْ صَدْراً لها يترَجْرج
عُبيلةُ هذا دُرُّ نظْمٍ نظمْتُهُ وأنتِ لهُ سلكٌ وحسنٌ ومنهجُ
وَقَدْ سِرْتُ يا بنْتَ الكِرام مُبادِراً وتحتيَ مهريٌ من الإبل أهوجُ
بأَرْضٍ ترَدَّى الماءُ في هَضَباتِها فأَصْبَحَ فِيهَا نَبْتُها يَتَوَهَّجُ
وأَوْرَقَ فيها الآسُ والضَّالُ والغضا ونبقٌ ونسرينٌ ووردٌ وعوسجُ
شعر عنترة بن شداد في حب عبلة
سنستعرض فيما يلي بعض أبيات شعر عنترة بن شداد في حب عبلة ، ومن بينها :
عَذابُكَ يا اِبنَةَ الساداتِ سَهلُ
وَجورُ أَبيكِ إِنصافٌ وَعَدلُ
فَجوروا وَاطلُبوا قَتلي وَظُلمي
وَتَعذيبي فَإِنّي لا أَمَلُّ
وَلا أَسلو وَلا أَشفي الأَعادي
فَساداتي لَهُم فَخرٌ وَفَضلُ
أُناسٌ أَنزَلونا في مَكانٍ
مِنَ العَلياءِ فَوقَ النَجمِ يَعلو
إِذا جاروا عَدَلنا في هَواهُم
وَإِن عَزَّوا لِعِزِّتِهِم نَذِلُّ
وَكَيفَ يَكونُ لي عَزمٌ وَجِسمي
تَراهُ قَد بَقي مِنهُ الأَقَلُّ
فَيا طَيرَ الأَراكِ بِحَقِّ رَبٍّ
بَراكَ عَساكَ تَعلَمُ أَينَ حَلُّوا
وَتُطلِقُ عاشِقاً مِن أَسرِ قَومٍ
لَهُ في حُبِّهِم أُسُرٌ وَغُلُّ
يُنادونني وَخَيلُ المَوتِ تَجري
مَحَلُّكَ لا يُعادِلُهُ مَحَلُّ
وَقَد أَمسَوا يَعيبونني بِأُمِّي
وَلَوني كُلَّما عَقَدوا وَحَلُّوا
لَقَد هانَت صُروفُ الدَهرِ عِندي
وَهانَت أَهلُهُ عِندي وَقَلُّوا
وَلي في كُلِّ مَعرَكَةٍ حَديثٌ
إِذا سَمِعَت بِهِ الأَبطالُ ذَلُّوا
قَطَعتُ رِقابَهُم وَأَسَرتُ مِنهُم
وَهُم في عُظمِ جَمعِهِمِ استَقَلُّوا
وَأَحصَنتُ النِساءَ بِحَدِّ سَيفي
وَأَعدائي لِعُظمِ الخَوفِ فَلُّوا
أُثيرُ عَجاجَها وَالخَيلُ تَجري
ثِقالاً بِالفَوارِسِ لا تَمَلُّ
وَأَرجِعُ وَهيَ قَد وَلَّت خِفاف
مُحَيَّرَةً مِنَ الشَكوى تَكِلُّ
وَأَرضى بِالإِهانَةِ مَع أُناسٍ
أُراعيهِم وَلَو قَتلي أَحَلُّوا
وَأَصبُرُ لِلحَبيبِ وَإِن جَفاني
وَلَم أَترُك هَواهُ وَلَستُ أَسلو
عَسى الأَيَّامُ تُنعِمُ لي بِقُربٍ
وَبَعدَ الهَجرِ مُرُّ العَيشِ يَحلو.
قصيدة أتاني طيف عبلة في المنام
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ
فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيب
أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي
وَأُطفِئُ بِالدُموعِ جَوى غَرامي
لَمُتُ أَسىً وَكَم أَشكو لِأَنّي
أَغارُ عَلَيكِ يا بَدرَ التَمامِ
أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي
وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ
وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوم
وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ
وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيتُ قَلبي
بِغَيرِ الصَبرِ يا بِنتَ الكِرامِ
إِلى أَن أَرتَقي دَرَجَ المَعالي
بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتِ عَنهُ
رَعَيتُ جِمالَ قَومي مِن فِطامي
أَروحُ مِنَ الصَباحِ إِلى مَغيبٍ
وَأَرقُدُ بَينَ أَطنابِ الخِيامِ
أَذِلُّ لِعَبلَةٍ مِن فَرطِ وَجدي
وَأَجعَلُها مِنَ الدُنيا اِهتِمامي
وَأَمتَثِلُ الأَوامِرَ مِن أَبيه
وَقَد مَلَكَ الهَوى مِنّي زِمامي
رَضيتُ بِحُبِّها طَوعاً وَكَره
فَهَل أَحظى بِها قَبلَ الحِمامِ
وَإِن عابَت سَوادي فَهوَ فَخري
لِأَنّي فارِسٌ مِن نَسلِ حامِ
وَلي قَلبٌ أَشَدُّ مِنَ الرَواسي
وَذِكري مِثلُ عَرفِ المِسكِ نامي
وَمِن عَجَبي أَصيدُ الأُسدَ قَهر
وَأَفتَرِسُ الضَواري كَالهَوامِ
وَتَقنُصُني ظِبا السَعدِي وَتَسطو
عَلَيَّ مَها الشَرَبَّةِ وَالخُزامِ
لَعَمرُ أَبيكَ لا أَسلو هَواه
وَلَو طَحَنَت مَحَبَّتُها عِظامي
عَلَيكِ أَيا عُبَيلَةُ كُلَّ يَومٍ
سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ