قصيدة مدح حسان بن ثابت

حسان بن ثابت الأنصاري هو شاعر الرسول، وهو شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج في المدينة المنورة. كان شغوفًا بالشعر وموهوبًا في نظمه، وقد اشتهر كأحد أبرز شعراء ملوك آل غسان في الشام قبل اعتناقه الإسلام. بعد إسلامه، أصبح شاعر الرسول وقدم العديد من القصائد التي تمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى قصائد في مدح الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك في مدح الإسلام والمسلمين. استطاع حسان بن ثابت أن يحقق مكانة رفيعة منذ دخوله الإسلام وحتى وفاته. وفيما يلي سنستعرض بعضًا من أروع قصيدة مدح حسان بن ثابت :

  • يقول حسان بن ثابت قصيدة محمد المبعوث

محمد المبعوث للناس رحمة

يشيد ما أوهى الضلال ويصلح

لأن سبحت صم الجبال مجيبة

لداوود أو لان الحديد المصفح

فإن الصخور الصم لانت بكفه

وإن الحصى في كفه ليسبح

وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا

فمن كفه قد أصبح الماء يطفح

وإن كانت الريح الرخاء مطيعة

سليمان لا تألو تروح وتسرح

فإن الصبا كانت لنصر نبينا

ورعب على شهر به الخصم يكلح

وإن أوتي الملك العظيم وسخرت

له الجن تسعى في رضاه وتكدح

فإن مفاتيح الكنوز بأسرها

أتته فرد الزاهد المترجح

وإن كان إبراهيم أعطي خلة

وموسى بتكليم على الطور يمنح

فهذا حبيب بل خليل مكلم

وخصص بالرؤيا وبالحق أشرح

وخصص بالحوض الرواء وباللوا

ويشفع للعاصين والنار تلفح

وبالمقعد الأعلى المقرب ناله

عطاء لعينيه أقر وأفرح

وبالرتبة العليا الوسيلة دونها

مراتب أرباب المواهب تلمح

ولهو إلى الجنان أول داخل

له بابها قبل الخلائق يفتح

  • يقول حسان بن ثابت في قصيدة عفت ذات الأصابع فالجواء

عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ ** إلى عذراءَ منزلها خلاءُ

دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ ** تعفيها الروامسُ والسماءُ

وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ ** خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ

فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ ** يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ

لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ ** فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ

كَأنّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ ** يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ

عَلى أنْيَابهَا، أوْ طَعْمَ غَضٍّ ** منَ التفاحِ هصرهُ الجناءُ

إذا ما الأسرباتُ ذكرنَ يوماً ** فَهُنّ لِطَيّبِ الرَاحِ الفِدَاءُ

نُوَلّيَها المَلامَةَ، إنْ ألِمْنَا ** إذا ما كانَ مغثٌ أوْ لحاءُ

ونشربها فتتركنا ملوكاً ** وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ

عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا ** تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ

يُبَارِينَ الأعِنّةَ مُصْعِدَاتٍ ** عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ** تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا ** وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ

وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ ** يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ

وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا ** وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً ** يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ

شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ! ** فقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ

وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ يَسّرْتُ جُنْداً ** همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ

لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ ** سِبابٌ، أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ

فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا ** ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ

ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني ** فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ

وأن سيوفنا تركتك عبدا ** وعبد الدار سادتها الإماء

كَأنّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ ** تُعفيِّها الرّوَامِسُ والسّمَاءُ

هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ ** وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ

أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ ** فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ

هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً ** أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ

فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ ** ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ

فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي ** لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ

فإما تثقفنّ بنو لؤيٍ ** جُذَيْمَةَ، إنّ قَتْلَهُمُ شِفَاءُ

أولئكَ معشرٌ نصروا علينا ** ففي أظفارنا منهمْ دماءُ

وَحِلْفُ الحارِثِ بْن أبي ضِرَارٍ ** وَحِلْفُ قُرَيْظَةٍ مِنّا بَرَاءُ

لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ ** وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ

  • يقول حسان بن ثابت في قصيدة تطاول بالجرمان

تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ ** تهمُّ هوادي نجمهِ أن تصوبا

أبيتُ أراعيها كأني موكلٌ ** بها لا أُريدُ النّوْمَ حَتّى تَغَيّبَا

إذا غارَ منها كوكبٌ بعدَ كوكبٍ ** تُرَاقِبُ عَيْني آخِرَ اللَّيلِ كَوْكبا

غَوَائِرُ تَتْرَى من نجُومٍ تَخَالُها ** مَعَ الصّبْحِ تَتْلُوها زَوَاحِفَ لُغَّبا

أخَافُ مُفَاجَاةَ الفِرَاقِ بِبَغْتَةٍ ** وصرفَ النوى من أن تشتّ وتشعبا

وأيقنتُ لما قوضَ الحيُّ خيمهمْ ** بِرَوْعاتِ بَيْنٍ تَترُك الرّأسَ أشْيَبَا

وَأسْمَعَكَ الدّاعي الفَصِيحُ بفُرْقَةٍ ** وقدْ جَنَحَتْ شمسُ النّهارِ لِتَغْرُبا

وَبيّنَ في صَوْتِ الغُرَابِ اغتِرَابُهُمْ ** عَشِيّةَ أوْفَى غُصْنَ بانٍ، فَطَرّبَا

وَفي الطّيرِ بالعَلْيَاءِ إذ عَرَضَتْ لَنَا ** وَمَا الطّيرُ إلاّ أن تَمُرّ وَتَنْعَبَا

وكِدتُ غَداةَ البعينِ يَغْلِبُني الهوَى ** أُعَالِجُ نَفْسي أنْ أقُومَ فأرْكَبَا

وكيفَ ولا ينسى التصابيَ بعدما ** تجاوَزَ رَأسَ الأرْبَعينَ وَجَرّبَا

وقدْ بَانَ ما يأتي من الأمرِ، واكْتَسَتْ ** مَفَارِقُهُ لَوْناً مِنَ الشّيْبِ مُغْرَبا

أتجمعُ شوقاً إن تراختْ بها النوى ** وصداً، إذا ما أسقبتْ، وتجنبا

إذا أنبتّ أسبابُ الهوى، وتصدعتْ ** عَصَا البَينِ لم تسطِعْ لِشعثَاءَ مَطْلَبا

وكيْفَ تَصَدّي المرْءِ ذي اللبّ للصِّبَا ** وَلَيْسَ بمَعْذُورٍ، إذا ما تَطَرَّبَا

أطيلُ اجتناباً عنهمُ، غيرَ بغضةٍ ** وَلكِنّ بُقْيَا رَهْبَةٍ وَتَصَحُّبَا

ألا لا أرَى جاراً يُعلِّلُ نَفْسَهُ ** مطاعاً، ولا جاراً لشعثاءَ معتبا

قصيدة حسان بن ثابت في مدح الرسول PDF

تغير أسلوب حسان بن ثابت الشعري بشكل كبير بعد اعتناقه الإسلام، حيث خصص شعره للدفاع عن الدين الجديد ومواجهة من يناصرون الجاهلية. وقد اندلعت معارك بين الجانبين، مما جعل أشعاره تتميز بالنضال، حيث كان يهجو أعداء الإسلام ويمدح أنصاره. في هذه الفقرة، سنستعرض قصيدة حسان بن ثابت في مدح الرسول بصيغة PDF.

ديوان حسان بن ثابت في مدح الرسول

  • ديوان حسان بن ثابت الأنصاري شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، يجمع بين طياته شعره موزعا على ترتيب القافية على حسب حروف المعجم.
  • رابط تحميل ديوان حسان بن ثابت في مدح الرسول : من هنا .

تحليل قصيدة حسان بن ثابت في مدح الرسول

عزيزي القارئ هل تبحث عن تحليل قصيدة حسان بن ثابت في مدح الرسول ، تابع معنا ما يلي :

  • كتب حسان هذه القصيدة حتى يمدح المُسلمين ويُشيد بالبطولات التي قاموا بها سواء كانوا مُهاجرين أو أنصار، وأيضاً كان يهجو أهل قريش، ويقول إذا صممت قريش على نقضها للعقد سيتم قتل المُشركين منهم مع فتح مكة، وبحالة عدم موافقة قريش على دخول المؤمنين وأداء مناسك العمرة، فهو يُهدد الكافرين عبر شعره، ويوضح لهم أن الحق سينتصر لا محالة.
  • واستخدم حسان بأحد الأبيات أسلوب دعائي الهدف منه التأثير بالآخرين، أما كلمة تثير النقع فهي كناية عن المعركة الشديدةويدعو على خيل المُسلمين بالموت إذا لم تُحارب الأعداء، بمعركة عنيفة يتواجد بها الكثير من الغبار، بالقرب من منطقة كداء والتي تقع عند أطراف مكة المكرمة.
  • مع استخدام الكناية في أحد الأبيات للتعبير عن السرعة الشديدة للخيل، وإعدادهم بشكل كافي للقتال، أما كلمة الأسل الظماء فهي استعارة مكنية ويُشبه فيها الإنسان بالرماح المُتعطشة للقتال، ولدم الكفار، وأيضاً يُعبر عن سرعة الخيول بالصعود، وأنها جاهزة لقتال المُشركين، ووصفها كذلك حتى يُشعر الكفار بالرعب والخوف.
  • وبشكل عام تُعبر القصيدة عن الخيول الموجودة بأرض المعركة لكي تواجه الأعداء وتقتلهم، فهي ستكون مثل المطر حينما تواجههم، ولن يستطيع الأعداء أن يردوا ما سيتعرضون إليه حتى إذا أراد  نساءهم أن يردون بخمرهن، وهذا يُشير لانتصار المسلمين وهروب المُشركين من أرض المعركة.وبعد ذلك يتحدث عن تراجع العداوة والخلاف في حالة تكملة الاتفاق مع المُسلمين، وكشف غطاء الكفر وإذا لم يعترض الكفار طريق المسلمين سيذهبون لفتح مكة وزيارة بيت الله الحرام دون عداء.
  • فإذا لم يستسلموا للمؤمنين فهنا سيحدث حرب كبيرة وسينتصر المُسلمين، ويحققون النصر العظيم فهذا وعد الله إليهم.

أول قصيدة لحسان بن ثابت في مدح الرسول

اكتشف معنا، عزيزي القارئ، أول قصيدة لحسان بن ثابت في مدح الرسول في مقالنا اليوم من “اقرأ”. فقد أبدع هذا الشاعر في تأليف العديد من القصائد التي تعبر عن حبه وولائه لنبينا الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو واحد من أبرز الشعراء في التاريخ.

  • أول قصيدة لحسان بن ثابت في مدح الرسول

محمد المبعـوث للنـاس رحمـةً
يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح

لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً
لداود أو لان الحديـد المصفـح

فإن الصخور الصمَّ لانـت بكفـه
وإن الحصـا فـي كفـه ليُسَبِّـح

وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا
فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفـح

وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً
سليمان لا تألو تـروح وتسـرح

فإن الصبا كانـت لنصـر نبينـا
ورعبُ على شهر به الخصم يكلح

وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت
له الجن تسعى في رضاه وتكدح

فـإن مفاتيـح الكنـوز بأسرهـا
أتتـه فـرَدَّ الزاهـد المترجِّـح

وإن كان إبراهيـم أُعطـي خُلـةً
وموسى بتكليم على الطور يُمنـح

فهذا حبيـب بـل خليـل مكلَّـم
وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشـرح

وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا
ويشفع للعاصيـن والنـار تَلْفـح

وبالمقعد الأعلى المقـرَّب نالـه
عطـاءً لعينيـه أَقـرُّ وأفــرح

وبالرتبة العليـا الوسيلـة دونهـا
مراتب أرباب المواهـب تَلمـح

ولَهْوَ إلـى الجنـات أولُ داخـلٍ
له بابهـا قبـل الخلائـق يفتـح