قصيدة وفاة السيدة رقية
قصة شهادة اليتيمة رقية، ابنة الحسين (عليه السلام)، في الخربة بدمشق، تثير مشاعر الألم في قلوب كل من يحمل حناناً إنسانياً. يمكن للزائر لمقامها المبارك أن يشعر بعمق مظلوميتها وما تعرضت له هي وعائلتها (عليهم السلام). إنها رمز للظلم الذي يوقظ الضمائر الحية ويهز الوجدان من الأعماق. إليكم قصيدة وفاة السيدة رقية :
انا اللي بالغرب راحت سبيه
حزينه وحايره هاي المسيه
اريد اسال هلي انة رقيه
ابوية شعجب ما يسأل عليه
ارحموا بحالتي يهل الحميه
تبعنه لو بگة بالغاضريه
يابوية يحسين من ضيمي ناديت
للكوفه والشام ما تعلم امشيت
اشكي حالي وحيرته گلبي تسعر جمرته
انشد عن حسين
اريدن والدي اعرف مصيره
خلافه گلبي من يطفي سعيره
منو يگله مست بنتك اسيره
وشعمل درب اليسر بيه ومسيره
انا البالله وببويه المستجيره
بعدني عالسبي والله صغيره
گولولي يا ناس درب الابو منين
ارد اشتكي الصار وعملاته للبين
امن السفر منتظرته گلبي تسعر جمرته
انشد عن حسين
اريد اشكيله عن روحي والمهه
واگله الدنيا بعدك مر طعمهه
واگله العيلتك انظر حرمهه
وحيده ابلا ولي راحت زلمهه
تعال اسمع سكينه شتحچي لامهه
تنوح وخايفة وتريد عمهه
والسكنه ظل صوت يجرح كل احساس
كل ساعه وتصيح يا عمي عباس
يا مصيبه اخرته گلبي تسعر جمرته
انشد عن حسين
اخبره عن محن صعبه واليمه
يتامه وبالفله تهنه هضيمه
بگينه ابلا كفيل وبلايه خيمه
وزجرنه الظالم بصوت الشتيمه
تلمنه عمتي وتنادي الظليمه
وتحير ابچم يتيم وچم يتيمه
وبنار الاحقاد حرگوهه الخيام
مفزوعه وتنوح خلوهه الايتام
صدري ضاگت حسرته گلبي تسعر جمرته
انشد عن حسين
لابويه اريد اسولفله الهوايل
الضعن ظل بس يتامه وبس ارامل
بدينه حطوا اگيود وسلاسل
وعلي السجاد يمشي وظهره مايل
انسبينه والحرم تبچي وتسائل
اخونة حسين وينه وابو فاضل
وبحر الشموس مشونه حفاي
عطشانه الاطفال ابحسرة الماي
بعينه كلمن عبرته گلبي تسعر جمرته
انشد عن حسين
شكيت لوالدي ذيچ النوايب
غريبه ساكت وعن بته غايب
يعمه ما يرد مهما اخاطب
يزينب ردي تكفيني المصايب
اظنهه دمعتج عنچ تجاوب
واظنه ابكربله ظل عالترايب
يا عمتي راح ما فارگ النوح
ثاري بالطفوف والدنه مذبوح
ما يرد من سفرته گلبي تسعر جمرته
انشد عن حسين
عزاء السيدة رقية
- بمناسبة ذكرى استشهاد السيّدة رقيّة بنت مولانا سيّد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليهما، أقيم مجلس العزاء في بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، بمدينة قم المقدّسة.
- وحضر المجلس جمع من الفضلاء والضيوف واتباع اهل البيت عليهم السلام ومحبيهم.
- وذكر الخطيب المجلس حجّة الإسلام مستجاب الدعوة، جوانب من مصائب السيدة رقيّة سلام الله عليها بعد واقعة كربلاء الأليمة، وبالأخص في الشام، وختم حديثه بذكر مصيبة استشهاد السيدة رقيّة سلام الله عليها.
كلام السيدة رقية
توفيت السيدة رقية (عليها السلام) في الخامس من شهر صفر عام 61 هـ في مدينة دمشق، ودفنت بالقرب من المسجد الأموي. قبرها معروف ويُزار. ومن أقوال الشعراء عنها نذكر ما يلي :
- قال الشاعر السيّد سلمان هادي آل طعمة: ضريحك اكليل من الزهر مورقبه العشق من كل الجوانب محدّق ملائكة الرحمن تهبط حوله تسبّح في أرجائه وتحلّق ، شممت به عطر الربى متضوعاً* كأنّ الصبا من روضة الخلد يعبق ، إليه غدا الملهوف مختلج الرؤى* وعيناه بالدمع الهتون ترقرق ، كريمة سبط المصطفى ما أجلّها لها ينحني المجد الأثيل ويخفق ، يتيمة أرض الشام ألف تحية* إليك وقلبي بالمودّة ينطق
- قال الشاعر السيّد مصطفى جمال الدين ـ مكتوبة بماء الذهب على ضريحها : في الشام في مثوى يزيد مرقد ينبيك كيف دم الشهادة يخلد ، رقدت به بنت الحسين فأصبحت حتّى حجارة ركنه تتوقّد ، هيّا استفيقي يا دمشق وايقظي وغدا على وضر القمامة يرقد ، واريه كيف تربّعت في عرشه* تلك الدماء يضوع منها المشهد سيظل ذكرك يا رقية عبرة* للظالمين مدى الزمان يخلد.
- قال الشاعر سيف بن عميرة النخعي الكوفي ـ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام) : وعبدكم سيف بن عميرة لعبد عبيد حيدر قنبر وسكينة عنها السكينة فارقت لما ابتديت بفرقة وتغيّر ورقية رقّ الحسود لضعفها وغدا ليعذرها الذي لم يعذر ولأُم كلثوم يجد جديدها لئم عقيب دموعها لم يكرر، لم أنسها سكينة ورقية يبكينه بتحسّر وتزفّر.
مصائب السيدة رقية
- فصول الأسى الحسيني كثيرة، فيحار المرء عند أي فصل يقف، فكلها تُدمي القلوب قبل العيون، وحقاً نقول تعساً لقلوب لا تُدميها مصائب الطف وما بعدها، ومن تلكم الفصول الحزينة ذكرى استشهاد السيدة رقية بنت الحسين (عليهما السلام) التي تكاد النفوس المؤمنة أن تفيض من فرط الأسى والحزن لذكرى مصابها الأليم.
- ان السيّدة رقية (عليها السلام) حضرت واقعة كربلاء، وهي بنت ثلاث سنين، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بأبيها الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من القتل، ثمّ أُخذت أسيرة مع أُسارى أهل البيت (عليهم السلام) إلى الكوفة، ومن ثمّ إلى الشام.
- دورها الأبرز كان في خربة دمشق جوار عروش الظالمين من بني أمية، فكانت صرختها (سلام الله عليها) هزة عظيمة لأركان السلطان الأموي فكانت بحق (كلمة حق عند سلطان جائر)، صرخات تتلو صرخات قائلة (أين أبي أين أبي) لله درك يا مولاتي وأنت لم تتجاوزي الربيع الرابع من عمرك.
- وتُشير الروايات الى أنّه أثناء مكوث أهل البيت (عليهم السلام) في خربة الشام رأت السيدة رقيّة في منامها أباها الحسين(عليه السلام) فانتبهت من منامها وقالت: أين أبي الحسين؟؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً، فلمّا سمعت النسوة بكين وبكى معهنّ سائر الأطفال وارتفع العويل، فانتبه [الملعون] يزيد من نومه وقال: ما الأمر؟
- فتفحصوا عن الواقعة وأخبروه بالأمر، فأمر أن يذهبوا برأس أبيها إليها، ولمّا أتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها قالت: ما هذا؟ قالوا: رأس أبيك. ففزعت الصبيّة وصاحت وأَنّتْ فتوفّيت ومضت سعيدةً الى ربّها مخبرةً جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجدَّتها الزهراء(صلوات الله عليها) ما لقيت من ظلم الطغاة..
- وتوفّيت السيدةُ رقيّة بنت الحسين في الخربة بدمشق -الشام- في الخامس من شهر صفر سنة (61هـ) ودُفِنت في المكان الذي ماتت فيه وعمرُها ثلاث سنوات أو أربع أو أكثر من ذلك بقليل -على اختلاف الروايات- وقد قال صاحبُ معالي السبطين: “إنّ أوّل هاشميّةٍ ماتت بعد مقتل الحسين (عليه السلام) هي رقيّة ابنته في الشام”.
- ويقع قبرُها الشريف على بعد مئة متر أو أكثر من المسجد الأمويّ في دمشق في باب الفراديس بالضبط، وهو بابٌ مشهورٌ من أبواب دمشق الشهيرة والكثيرة وهو قديم جدّاً.