محتويات المقال

كلام عن ليلة الوحشة

كلام عن ليلة الوحشة ، تتميز هذه الليلة بطقوس وفعاليات متنوعة، إلا أن لها طابعاً خاصاً في كربلاء. حيث يتجمع سكان المدينة وزوارها من مختلف أنحاء العراق عند مقام المخيم الحسيني، الذي كان يمثل خيمة الإمام الحسين وأسرته، لاستذكار تلك الفاجعة الأليمة. كما يتم التعبير عن المواساة لهم في هذه الليلة التي عاش فيها النساء والأطفال دون معيل سوى الإمام زين العابدين عليه السلام.

كلام عن ليلة الوحشة
كلام عن ليلة الوحشة
  • وقفت تتأمل العيال، وبالرغم من عظم المصيبة وقفت كالطود العظيم لم تزلزلها المحنة..
  • لملمت عياﻻت أخيها وصحبه، نظرت في اأفق فحدّثت نفسها، برقت من عينها دمعة..
  • هدأتْ أصواتُ السيوف، صهيل الخيول، ﻻ يُشَّم من أرض المعركة إلّا رائحة حرق الخيم الذي غطى على رائحة الدم…
  • الأطفال وامهاتهم يلوذون بأذيال العقيلة الهاشمية…
  • بدأ الظلام يخيم عليهم، إنه أشد وطأة مما مضى ..
  • كانت السماء أحن عليهم من أولئك الأوغاد الجبناء..
  • قالت في صمت: لهذا اليوم ادّخرني أبي…
  • شدت من أزر ابن أخيها فقد اشتدت علته..
  • فالسلام عليك سيدتي وعلى عظماء رحلوا ذلك اليوم، فكتبوا أسماءهم في سماء العز والخلود بخيوط من ذهب عانقت حروفهم ما دام الدهر ومضى…
  • بدأت الرحلة التي طُوقَّتْ بها منذ طفولتها!
  • حفيدة المصطفى (صلى الله عليه وآله) غرفت من نهر ليلها لغدها الحزين الخالي من السبط الشهيد وأبي الفضل ونجوم بني هاشم الزواكي…
  • أخذ التعب والإنهاك من الركب الحسيني مأخذه، مضى شطر من الليل، حان وقت معراجها الملكوتي، السيدة الجليلة تصلي صلاة الليل من جلوس!

نعي ليلة الوحشة مكتوبة

كلام عن ليلة الوحشة - نعي ليلة الوحشة مكتوبة
كلام عن ليلة الوحشة – نعي ليلة الوحشة مكتوبة
  • قبل أربع وعشرين ساعة من تلك الليلة باتت العائلة المكرمة وهي تملك كل شيء ، وهذه الليلة أظلمت عليها وهي لا تملك شيئاً.
  • رجالها صرعى مرملون بدمائهم ، وأطفالها مذبحون ، والأموال قد نهبت ، والأزر والمقانع سلبت ، والظهور والمتون قد سودتها السياط وكعاب الرماح.
  • ليس لهم طعام حتى يقدموه إلى من تبقى من الأطفال ، ولا تسأل عن المراضع اللواتي جف اللبن في صدورهن جوعاً وعطشاً.
  • واستولت على العائلة ـ وخاصةً الأطفال ـ حالة الفواق ، وهي حالة تشنج تحصل للإنسان حينما يبكي كثيراً ، فتتشنج الرئة ، ويخرج النفس متقطعاً.
  • يا للفاجعة ، يا للمأساة ، يا للمصائب.
  • لا غطاء ، ولا فراش ، ولا ضياء ، ولا أثاث ، ولا طعام.
  • قد أحدقت السيدات بالإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وهو بقية الماضين ، وثمال الباقين ، وهن يتفكرن بما خبأ لهن الغد من أولئك السفاكين.
  • فالفاجعة لم تنته بعد ، والظلم ـ بجميع أنواعه ـ بالنتظار آل رسول الله الطيبين الطاهرين ، والحوادث المؤلمة سوف تمتد إلى غد وما بعد غد ، وإلى أيام وشهور ، مما لا بالبال ولا بالخاطر.
  • وسوف تبدأ رحلة طويلة مليئة بالآلام والأهات والدموع.
  • وحكي أن السيدة زينب ( عليها السلام ) تفقدت العائلة في ساعة من ساعات تلك الليلة ، وإذا بالسيدة الرباب لا توجد مع النساء ، فخرجت السيدة زينب ومعها أم كلثوم ، وهما تناديان : يا رباب .. يا رباب.
  • فسمعها رجل كان موكلاً بحراسة العائلة ، فسألها ماذا تريدين ؟!
  • فقالت السيدة زينب : إن إمرأةً منا مفقودة ولا توجد مع النساء.
  • فقال الرجل : نعم ، قبل ساعة رأيت امرأة منكم إنحدرت نحو المعركة !
  • فأقبلت السيدة زينب حتى وصلت إلى المعركة ، وإذا بها ترى الرباب جالسة عند جسد زوجها الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهي تبكي عليه بكاءً شديداً وتنوح ، وتقول في نياحتها :
  • وا حسيناه وأين مني حسين أقصـدته أسنة الأدعيـاء
  • غادروه فـي كربلاء قتيلاً لا سقى الله جانبي كربلاء
  • فأخذت السيدة زينب ( عليها السلام ) بيدها وأرجعتها معها إلى حيث النساء والأطفال.
  • قالت : نعم يابن أخي ، والله إن رجلي لا تحملني !!
  • وفي هذا الجو المتوتر ، والوضع المقرح للفؤاد ، يقول الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : « فتحت عيني ليلة الحادية عشر من المحرم ، وإذا أنا أرى عمتي زينب تصلي نافلة الليل وهي جالسة ، فقلت لها : يا عمة أتصلين وأنت جالسة » ؟