كلام يريح الموسوس
كلام يريح الموسوس ، عادةً ما يسارع الناس إلى زيارة الطبيب عند شعورهم بالألم الجسدي، لكنهم يترددون في اتخاذ نفس الخطوة عندما تتدهور حالتهم النفسية. قد يشعر البعض بالخجل من التعبير عن ما يدور في أذهانهم، مثل الأفكار السلبية، والخوف، والسلوكيات غير المنطقية، أو ما يُعرف بـ”الوسواس القهري”. لمزيد من المعلومات التي قد تساعد في تهدئة من يعاني من هذه الحالة، تابعوا معنا المقال التالي.
- أن يقوم بزيادة ثقتة في نفسة ، فالشخص الغير واثق في نفسة يشعر دائماً أن عمله غير مكتمل وأن هناك مشاكل سوف تحدث ، فيجب أن تزيد الثقة لديك .
- عندما يبدأ الشخص في الشك والوسوسة يجب أن يبدأ في المواجهة وليس الإستسلام ، فمثلاً عندما تشعر أنك تشك في أنك لم تغلق الباب ، لا تقلق أنت اغلقته فنام مطمأن ولا تقوم لتتأكد مرة أخري من الأمر .
- الشخص المُصاب بالوسوسة يحلم أن يكون في مجتمع مثالي ، لذلك لكي تتخلص من الوسوسة يجب أن تعلم أن المثالية ليست في هذا العالم وأن الأخطاء تحدث دائماً لذلك لا داعي للقلق .
- أن يعلم الشخص أنه مُصاب بمرض وأن ما فية ليس بالأمر البسيط الذي يمكن تجاهلة ولكنه مريض بالوسوسة ويجب أن يبدأ في العلاج وفي تغيير تصرفاتة .
- عندما تشعر أن الوساوس بدأت تُراود عقلك فإنك يجب أن تقطع تفكيرك في هذا الشئ وتقوم بالتفكير في شئ آخر كسماع التلفزيون أو لعب كرة القدم .
صفات الموسوس
يمتاز الشخص المصاب بالاضطراب بالاعتماد على الآخرين وانعدام الثقة، وغالبًا ما يكون متشائمًا بشأن مستقبله. يُعتبر اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية شائعًا، حيث يُسجل حدوثه بشكل أكبر بين الذكور مقارنة بالإناث. ومن الصفات التي تميز الأشخاص ذوي الشخصية الوسواسية :
- يشعر أن الأمور يجب أن تقف لأنها تسير بلا ضوابط وعلى غير هدى، فالانضباط في حس تلك الشخصية هو التطبيق الأعمى للقواعد وأنظمة ذلك المشروع.
- يتجه للعمل والإنتاجية دون اعتبار لحاجة الإنسان للمتعة والراحة، كما لا يهتم لظروفه وحاجاته الحياتية، فاتباع القواعد والثوابت والأنظمة هو الهدف المنشود ولا شيء سواه.
- يتحمل العمل لساعات طويلة، شرط ألا تكثر فيها المقاطعات أو أمور مستجدة على روتينه المعتاد، كما يتصف بمحدودية المهارات في التواصل مع الآخرين، ويصر على وجوب توافق الآخرين مع طباعه وحاجاته النفسية، فيقلق عند حدوث أي أمر ربما يؤثر في حياته أو برنامجه اليومي.
- ضميره حي لدرجة مقلقة تجعلك تشعر أن ذلك ليس تقوى أو أمانة، بمقدار ما هو طبع فطري، نظرًا لما يصاحب ذلك الضمير من قلق وانزعاج.
- تجده مزعجًا بسماته تلك لمن هم تحت مسؤوليته من أبناء وموظفين، إلا أنه ممتع لمديره نظرًا لدرجة الدقة والانضباط والتقيد بالأنظمة لديه.
- يتميز ذو الشخصية الوسواسية بالمثالية لدرجة ربما تعيق إكمال أي مشروع يبدأه بسبب تلك المثالية المقيدة لروح العمل من حيث يريد له النقاء والرقي كما يظن.
- مشغول بشكل مبالغ فيه بالمبادئ والقيم والأخلاقيات والمثاليات، وقد يخاصم الناس إن رأى منهم مجرد خطأ يسير لا يستدعي عادة ذلك الانفعال وتلك الخصومة، ومن أجل أن يبرر ذلك الانفعال تجده يبالغ في الاستشهاد بالنصوص الشرعية والآثار والأشعار، لكنه استشهاد حرفي لا يعتبر متغيرات الزمان والمكان والأحداث والأشخاص من حوله.
- يعد حريصًا على حفظ المال أكثر مما يجب، ويسعى إلى ادخاره بشكل مبالغ فيه تحسبًا لأي طوارئ مستقبلية.
- يتميز أيضًا بالطابع الرسمي في التعامل حتى مع معارفه وذويه، وترى ذلك أيضًا في مشاعره وأحاسيسه حيث لا دفء في المشاعر، وتنقصه التلقائية، ويغلب عليه طابع الجدية وعلى حواراته التفصيل الممل.
- لا يعتد لصداقاته ولا لذويه، إن اختلفت حاجات أولئك مع روتينهم المعتاد فلا استعداد للتنازل أو تقديم المرونة التي تتطلبها ظروف الحياة.
رفع الحرج عن الموسوس
إذا كان الموسوس متأكدًا من أنه ترك ركنًا أو واجبًا، فعليه أن يعالج هذا النقص وفقًا للتفاصيل المذكورة في كتب الفقه. وفي هذا السياق، يشبه الموسوس غيره من الأشخاص الذين يتأكدون من تركهم شيئًا. أما إذا لم يكن لديه يقين بالترك، بل كان الأمر مجرد شك أو وساوس يثيرها الشيطان في قلبه لتشويش عبادته، فعليه أن يتجاهل هذه الأفكار.
- الواجب عليه هو أن يعرض عن الوساوس جملة فلا يلتفت إلى شيء منها، لأن التفاته إلى الوسوسة يفتح عليه من أبواب الشر شيئا عظيما، ولأن استرساله مع الوساوس يفضي إلى الزيادة في العبادة بيقين، ولا يتم علاج الوساوس إلا على هذا الوجه.
- وبالنسبة برفع الحرج عن المريض بالوسوسة، ذكرت “الأمانة” قوله تعالى: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”، وقوله عز وجل: “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”، وقوله: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ”، كما ذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم”.
- والآية المذكورة وهي قوله تعالى: وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ. قد تصلح بعمومها للدلالة على المقصود، فإن المبتلى بالوسوسة مريض، فهو مأمور بأن يتقي الله ما استطاع، ويفعل ما يقدر عليه، ثم هو غير مؤاخذ بما عجز عنه.
- وقد ذكر الله تعالى أنه رفع الحرج عن المريض في موضعين من كتابه، أحدهما في سورة الفتح، وهو في رفع الحرج عنهم في ترك الجهاد باتفاق، والثانية في سورة النور واختلف في سبب نزولها ومعنى الحرج المرفوع فيها على أقوال ذكرها ابن كثير رحمه الله، واختار السعدي رحمه الله أن الآية تعم كل حرج فهو مرفوع عنهم.
هل الموسوس معذور
- يحرص الشيطان على إفساد عبادة المسلم بالوسوسة ، ويستطيع المسلم دفع هذه المكائد بالاستعاذة بالله تعالى من شرِّه ، وبالوقوف على الأحكام الشرعية والقواعد الفقهية ، فإذا شكَّ في عدد الركعات أثناء الصلاة ولم يدر كم صلَّى بنى على الأقل وسجد للسهو قبل السلام ، وإذا شك هل طلَّق أم لا فالأصل أنه لم يطلق ، وإذا شك في وجود نجاسة فالأصل أن بدنه وثيابه طاهران ، وهكذا .
- وهذه الأحكام في الشك الذي ليس مصدره الوسوسة ، فإن كان شكّاً بوسوسة فلا يلتفت لكل ما يلقي الشيطان في باله ، وليس له حلٌّ إلا الاستعاذة بالله من الشيطان وإهمال هذه الوساوس ، وعدم الالتفات إليها ، ومثله لو شك بعد الطهارة والصلاة فيهما لم يلتفت إلى شكه هذا .
- وإذا لم تندفع هذه الوساوس بالاستعاذة ، وغلبت على المسلم حتى قال أو فعل ما لا يريده كان ذلك هو ” الوسواس القهري ” وهذه علَّة مرضية ينبغي طلب العلاج لها بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة ، وبالأدوية المباحة ، ولا مانع من مراجعة طبيب مسلم موثوق في دينه وعلمه الشرعي .
- وإذا جرى على جوارح صاحب هذا الوسواس ما لا يستطيع دفعه ، أو قال بلسانه ما لا يستطيع منعه : فلا إثم عليه ، وهو معذور في الشرع ؛ لأن تكليفه وحاله هكذا من التكليف بما لا يطاق ، وهو ممتنع في الشرع ؛ لقوله تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وقال تعالى : ( فّاتَّقٍوا اللّهّ مّا اسًتّطّعًتٍمً ) التغابن/16.