محتويات المقال
كلام يزيد الايمان بالله
لا شك أن مسألة ضعف الإيمان تُعتبر من القضايا الهامة التي تثير قلق المؤمنين. وقد يشعر المؤمن أحيانًا، عند تأمله في هذا الموضوع، بنوع من الألم والحزن. إليكم بعض كلام يزيد الايمان بالله :
- كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول في دعائه: «اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا» فالإيمان يقوى ويضعف، ويزيد وينقص، ويبلى كما يبلى الثوب فيحتاج إلى تجديد، لذا كان السلف يتعاهدونه بالرعاية والمراقبة، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد إيمانه أم ينقص».
- قال الله تعالى: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ{ [إبراهيم: 27].
- لذلك كان لا بد من الحديث عن الإيمان وأهمية تفقده وتكميله، إذ هو المنة العظمى كما قال تعالى: }بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ [الحجرات: 17].
- قال تعالى: }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{ [المجادلة: 11].
- وبتكميل الإيمان تحصل سعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [النحل: 97] والإيمان شرط لقبول العمل قال الله تعالى: }فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ { [الأنبياء: 94] وعلى قدر تحصيل الإيمان وتحقيقه يحصل الثبات للإنسان أمام مغريات الفتن وتيارات المحن.
- وقال تعالى: }الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ{ [آل عمران: 173-174].
- من هنا شمر المشمرون وتنافس المتنافسون في تحقيق الإيمان وتكميله وتقويته، ومن أولئك سلف الأمة وصدرها الذين كانوا يتعاهدون إيمانهم ويتفقدون أعمالهم ويتواصون بينهم فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه: «هلموا نزدد إيمانًا» وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: «هلموا بنا نؤمن ساعة».
علامات قوة الإيمان
تظهر على المؤمن العديد من علامات قوة الإيمان ، ومن أبرزها ما يلي :
- بذل النفس والمال والغالي والرخيص من أجل الله تعالى.
- السرور بفعل الطاعة والضيق عند فعل المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن. رواه الترمذي وأحمد والحاكم.
- الرضا بالقضاء والقدر وعدم وجود الضيق أو الحرج عند نزول البلاء.
- اليقين في الله والاعتصام به، قال الله تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15].
- المسارعة والمسابقة إلى فعل الخيرات والكف عن المعاصي والمنكرات.
- تقديم ما يحبه الله ورسوله على ما تحبه نفسه وهواه.
- حب من يحب الله ورسوله، وعداوة من يبغض الله ورسوله ويكفر بهما.
- الطمأنينة والانشراح عند ذكر الله تعالى، قال الله تعالى:الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] وقال تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَأُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال،2-4].
كيف يدخل الإيمان في القلب
ضعف الإيمان هو حالة تصيب القلوب المؤمنة، ويعتبر من أخطر الأمراض التي قد تواجهها، حيث يؤدي إلى الانغماس في المعاصي، والتهاون في أداء الواجبات، بالإضافة إلى قسوة القلب وضيق الصدر، وتغير المزاج، وعدم التأثر بقراءة القرآن. ولا سبيل للتخلص من هذا المرض إلا من خلال السعي لتعزيز الإيمان، وذلك عبر مواجهة الأسباب التي تؤدي إلى ضعفه، والتي تتمثل في :
- انْكِسَارُ القَلبِ بينَ يَدَي اللهِ تَعَالى.
- الخَلْوَةُ بِهِ وَقْتَ النُّزُولِ الإِلَهِيِّ؛ لمُنَاجَاتِهِ، وَالقِيامِ بَينَ يَدَيهِ.
- التقرُّبُ إِلَى اللهِ بالنَّوافلِ.
- قراءةُ أخبارِ العُلمَاء العَامِلِينَ، والزُّهَّادِ، والعُبَّادِ.
- إِصْلَاحُ السَّرِيرَةِ، وَمَحَبةُ الخيرِ للمُسلِمينَ، والشَّفَقةُ عَلَى العَاصِينَ، والدُّعَاءُ لَهُم بِالهِدَايةِ.
- مُجَالسَةُ المُحِبِّينَ، والصَّادِقينَ.
- التَّدَبُّرُ في مَعَاني أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَالدُّعَاءُ بِهَا.
- تِلاوَةُ القُرآنِ بِتَدَبُّرٍ.
- اسْتشْعَارُ نِعَمِهِ عَليكَ في حَرَكَاتِك وَسَكَناتِكَ، وَحَمْدُهُ عَليهَا.
- إِيثارُ مَحَابِّهِ عَلَى مَحَابِّكَ عند غَلباتِ الهَوَى.
- مُبَاعَدَةُ كُلِّ سَبَبٍ يَحُولُ بَينَ القَلْبِ، وَبَينَ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا.
- دَوامُ ذِكرِه تَعَالى عَلى كُلِّ حَالٍ.
كيف تقوي إيمانك و التخلص من الوسواس
كيف تقوي إيمانك و التخلص من الوسواس ، يتم من خلال اتباع الخطوات التالية :
- الاستعاذة باللّه من الشيطان الرّجيم، واللّجوء إليه فور إتيان الشّيطان لإغوائه، وصيغة الاستعاذة التي لا بُدّ أن تُلازم لسان الإنسان هي: أعوذ باللّه من الشيطان الرّجيم.
- عدم تعظيم الشّيطان في النّفس البشريّة، ممّا يعني وجوب تقليل شأنه، فالإيمان يتقوّى بضعف كيد الشيطان وتقليل شأنه، وهذه من أهم طرق كيفية التخلص من الوساوس الشيطانية.
- الانشغال بالإعجاز في خلق الله تعالى للإنسان والجبال والسّماوات والأرض، والتّفكّر بالعديد من الحقائق اليقينيّة الثّابتة والدّالة على قدرة الله تعالى ووجوده الذي لا شكّ فيه.
- أن يشغل الإنسان نفسه عند بدء وسوسة الشيطان إليه؛ كإثبات ضدّ الشيء الذي وسوس الشيطان لفعله، ومثال ذلك: ترك الوسوسة بالاستعاذة ومن ثمّ التّفكر بنعم الله تعالى وقدرته.
- أن يمتنع الإنسان عن الاسترسال مع الوساوس الشيطانيّة؛ لأنّها تؤدّي إلى المباشرة بالفعل، فالشيطان هدفه الرّئيس هو أن يجعل الإنسان يصبو إلى وساوسه وتداولها في مخيّلته إلى أن ينتهي بفعل هذه الوساوس.
- أن تكون لدى الإنسان القوّة الإيمانيّة التي تُساعده على خرق إغواء الشيطان وعدم محاججته، فالإنسان الذي يتمتّع بقوة الإيمان أيّده الله بقوة إثبات الحجّة ليرى إن كان سيخضع لوسوسة الشيطان أم لا.
- منع الشّيطان فور البدء بالوسوسة بذكر الله؛ لأن وسوسة الشيطان للإنسان ومجاراته لها، ربّما تؤدّي إلى الشّرك الأكبر، أو الشّك الذي يقع في عقيدة الإنسان وتوحيده لله.
- الإكثار من قراءة القرآن والأذكار في الصّباح والمساء، بالإضافة إلى تشغيل القرآن في المنزل أو العمل ونحوه، فكلام الله يطرد الشيطان.